يتواصل مسلسل ارتكاب جرائم القتل داخل الاسرة الواحدة بحيث أصبح يشكل هاجسا وقلقا متزايدا على أمن الأسرة واستقرارها وعيشها في طيات الحب والود والرحمة.
وتكررت هذه الجرائم في المجتمع ولا تكاد تنتهي قصة حتى تبدأ قصة محزنة أخرى تلقى بظلالها وسوداويتها على أمن المجتمع واستقراه.
هذا أب يقتل إبنه وذاك إبن يقتل أباه وهذا زوج يقتل زوجته وتلك زوجة تقتل زوجها، وكأن عرى الود والمحبة والمودة والعشرة تفككت إلى حد الزوال وأصبح المشهد مؤلما لانتفاء أواصر العلاقات الطيبة داخل الأسرة الواحدة وهو مؤشر خطر وانتكاسة اجتماعية تنذر بمزيد من التفكك والانهيار الاجتماعي.
وحين تبحث عن الأسباب المباشرة لهذه الجرائم يقال لك خلاف عائلي على المال او السلوك او عدم رضا طرف عن الآخر.
ولكن ربما هناك أسباب أعمق من تلك إذ أن غياب التربية السليمة والانفكاك عن القيم والأخلاق وغياب الوازع الديني وخلو العقول والقلوب من احتساب سوء النتائج والافلات من العقوبة الرادعة وانتشار آفة المخدرات وتعاطي المشروبات الكحولية أسباب ماثلة أمامنا ويعززها الفقر والبطالة وضيق العيش وما يؤدي إليه من حالات القلق والاكتئاب والاضطراب النفسي المفضي الى ارتكاب تلك الجرائم.
إن الأمر جد خطير ويستدعي معالجة الأسباب غير الظاهرة التي تقف وراء تلك الجرائم.