عمون - الزواج هو مسألة ترتبط بالإيمان والرضا بقدر الله وقضائه. يعتبر الإيمان المطلق بقدر الله واحدًا من أركان الإيمان الذي ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فعندما سئل عن مفهوم الإيمان، أجاب قائلاً: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره"، وهذا يشمل قناعة الإنسان بأن كل شيء مكتوب وقدره وأن الله هو العالم الوحيد بهذا القدر المكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والأرض.
يعتبر الزواج جزءًا من القدر المكتوب في اللوح المحفوظ، كما ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد كتب مقادير خلقه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة. وبالتالي، يعتبر الزواج من جملة ما قدره الله وكتبه في لوح المحفوظ، وهو جزء من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله.
ومع ذلك، فإن الإسلام يحث المسلمين على اتخاذ الأسباب والبحث والاستخارة في الزواج. ينبغي على المؤمنين أن يلتزموا بالأسباب والبحث عن الزوج المناسب وأن يتوجهوا بالدعاء لله لييسر لهم الزواج الصالح. فالدعاء هو وسيلة قوية يستخدمها المؤمنون للتوجه إلى الله وطلب تيسير الأمور وتحقيق الرغبات.
ويجب أن نفهم أن القدر مكتوب ولكن الله قد رتب الأسباب للوصول إلى المسببات. فعندما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه"، فهذا يعني أن الله قد جعل الرحمة والصلة بالأقربين من الأسباب التي تؤدي إلى توسيع الرزق وتيسير الأمور.
لذلك، ينبغي للمسلمين أن يعتقدوا أن كل شيء في حياتهم مكتوب ومقدر، ولكن يجب عليهم أيضًا أن يتعاونوا مع الله ويتخذوا الأسباب ويتوجهوا إليه بالدعاء والتضرع له لتوفير التيسير والتوجيه في اختيار الشريك المناسب وتحقيق الزواج الناجح والصالح.