مبدا مشاركة المواطن في صنع القرار انما يعني بالدرجة الاولى انتخاب النائب المناسب ..اي الكفؤ والنزيه والمشهود له بصدق ولائه وانتمائه لوطنه ولشعبه ولامته وليكون مجلس النواب بمستوى المسؤولية التاريخية وقادرا على اداء كفؤ في تنفيذ مهماته في الرقابة والتشريع وفي الذود عن مصالح الوطن والمواطن.. وكذلك الذود عن المصالح القومية للامة0ان الكلام الكثير عن عجز مجالس النواب السابقة وعن سوء ادائها وضعفها وعدم ايلائها الاهتمام الكافي بمصالح الوطن والشعب والامة وعن عدم قدرتها على تنفيذ مهماتها الرئيسية المباشرة في الرقابة والتشريع كلام فيه مواربة..بل وفيه شيء من الظلم..

وذلك لأن المواطن نفسه هو المسؤول الأول والأخير عن انتخاب هكذا مجالس عاجزة .. وهو المسؤول عن عدم تشخيص المرشح الصالح لانتخابه بعيدا عن التمسك بالعصبية العائلية أو العشائرية أو الحزبية وبعيدا عن التفكير بالمصالح الذاتية الضيقة..

فلا يجوز مثلا انتخاب المرشح لمجرد أنه قريب اوصديق اوانه قادر على تقديم الخدمة التي يتطلع اليها الناخب ..ان المرحلة العصيبة التي تمر بها المنطقة بل والعالم باسره حيث اجهاض عملية السلام واحتمال نشوب صراعات وحروب اقليمية انما تقتضي ان يكون للبلاد والعباد سلطة تشريعية قادرة على التصدي للمخاطر والتحديات على

مستوى الوطن والمنطقة..

وعندما نقول احتمال نشوب صراعات وحروب اقليمية فان المؤشرات تدل على ذلك.. فانهيار عملية السلام وتبني حكومة نتنياهو خيار العنف وتفجير الصراعات واحتمال قيامها بعدوان على ايران بتشجيع ودعم من واشنطن وعواصم الاتحاد الاوروبي كل ذلك لا يوحي الا باستمرار التوتر المشحون بالانفجارات الامنية..

الملك عبدالله الثاني اكد غير مرة على ضرورة مشاركة المواطن بصنع القرار..وهكذا مشاركة تبدأ بدور المواطن في انتخاب مجلس نيابي قادر على تحمل المسؤولية بالصورة اللائقة وعلى النحو الذي يطمئن الشعب على حاضره ومستقبله..

إذن فالكرة في ملعب المواطن الذي عليه ان يمعن النظر في معطيات واقع وطنه وظروف شعبه وامته ..ويدقق جيدا في اوضاع المرشحين وفي مستوى كفاءاتهم وفي مستوى عطاءاتهم على امتداد انخراطهم في العمل العام..سواء كان ذلك سياسيا او اجتماعيا اواقتصاديا او ثقافيا اوعلى صعيد المهنة..فيعمل على اختيار المجلس النيابي المؤهل ..أي يعطي القوس باريها فيريح ضميره ويخدم تطلعات شعبه وامتة .

الرأي