تذكّرنا شتوة تشرين بكل شيء منسي مرمي على قارعة الروتين، متروك على حافة الصيف الطويل، والسهر الجميل، والعتمة المشغولة بالكلام والضحكات..فنركض ملبّين طائعين..
تجبرنا شتوة تشرين..أن نغطي أكياس الاسمنت المرتبة كقطع البسكويت، وتأمرنا أن نرمي الخرق على بقايا «قلاب رمل» مركون قرب الجدار،وندخل كيس البصل «الموّاني» الى بيت الدرج، وألعاب الأولاد عن سطح البيت،وفرشة «عبود» عن البلكونة المكشوفة، والأرجيلة المطفأة منذ ليلتين، نلملم محتويات حبل الغسيل من قمصان مصلوبة وبناطيل مقلوبة، نغلق الشبابيك المتثائبة منذ آب..
تذكّرنا شتوة تشرين ان مسّاحة السيارة بحاجة الى تبديل منذ شباط الماضي، وأن غرفة الجلوس بحاجة الى صوبة جديدة بعد حين، وأن الليل لا يتسع لأكثر من مرور، وأن تلك النقط النابتة على الزجاج في أول زخة ما هي الاّ قشعريرة الوقت..
في شتوة تشرين يغتسل الرمان على الشجر، فيتوهّج كراتٍ من نحاس ..في شتوة تشرين تغتسل السكينة تحت الجفن..فتصبح عناقيد من نعاس ...في تشرين يفتح الأطفال أفواههم الصغيرة كعصافير الحقول يستسقون من السماء رذاذاً..يرتدون الطواقي الملوّنة فينكسر في دفئها غروب تشرين البرتقالي ..في شتوة تشرين،تنشغل الأمهات بترتيب الغسيل وبري أقلام «الواجب» وتطييب القلوب..
آه لو تطول قليلاً شتوة تشرين..لأغسل قلبي جيداً وانشره على شرفة التفاصيل...
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي