أَنْعِمْ صلاةً سيدي وسلاما
أ.د. خليل الرفوع
29-11-2022 04:53 PM
أَنْعِمْ صلاةً سيدي وسلاما
قد مادَ مدحُك بالندى وتسامَى
لك سيدي هاجَ الهوى فأهاجني
وعلى رفيفِ القلب رَفَّ هُياما
يشدو على الأجفانِ ليس يرُوعُه
دمعٌ عصيٌّ يستهِلُّ سِجاما
لمحمدٍ أيْكُ القلوبِ وطلْعُها
في ذكرهِ غيمٌ يَشِفُّ رِهاما
أنت الذي زَهَتِ الحياةُ بوجهه
فتكللتْ قمرًا يَحِفُّ غمَاما
يا سيدي فيك القصيدُ يبوحُني
دُرًّا تلألأَ في الجَوى أنساما
إن كنتُ قد أرجأتُ فيك قصيدتي
فلأنكَ الأغلى فَهِبْتُ مَقاما
ولأنك الأعلى ونورُكَ ساطعٌ
ما كنتَ إلا كوكبًا بسّاما
فوحقِّ هدْيِكَ ما سلوتُكَ هاديًا
ملأَ الفؤادَ محبةً ونِداما
نسلتْكَ آمنةٌ وعبدُالله عن
بُشْرى الإله بِشارةً وخِتاما
فاستبشرتْ بطحاءُ مكةَ أن نفتَ
من بيتها ما قدّستْ أصناما
وتباركتْ بقدومِ وجهكِ يثربٌ
يغشى الجزيرةَ صَيّبًا يتهامَى
وعلى الورى منْ بعدُ كنتَ سكينةً
خُضْتَ الوجودَ عدالةً ونِظاما
وحنَتْ عليك من الأباطح زمزمٌ
سقَتِ الظواهرَ قُرْبةً وصِياما
بالدين يعصمُ نفسَه وصِحابَه
إن التقى قوسٌ تَشُدُّ سِهاما
ذكرى النبي تبتلٌ إن رُمْتَها
بين القلوب تضوعتْ أنغاما
يا سيدي ما قلتُها إلا هدًى
حتى ألاقيَ كوثرا وزِحاما
فلطالما أسعفْتَني ببشائرٍ
نسَماتُها أرَجٌ تَهِبُّ ثُماما
ولطالما رؤياك نشْرُ سحابةٍ
تسري رُخَاءً في الحَشا ورُخامى
ولقد سموتَ فما تبالي منطقا
في الناطقين بلاغةً ومَراما
يا أفصحَ البلغاءِ يا بدرًا سَما
في العالمينَ مبشِّرا وإماما
وعلوتَ رأسَ الأخشَبَيْنِ سماحةً
نفسي فِداؤك قَيِّمًا وقَوَاما
لا يرتقي الرّاقي إلى خطَراته
كَمُلَ البيانُ رجَاحةً وزِماما
لك يا ابنَ عبدالله صُغْتُ قصيدتي
فوسمتَها للصّاهلاتِ وِساما
يا سيديْ : قلبي إليكَ حنينُهُ
شَجَنٌ يسير على الضِّرام ضِراما
شوقي إليك مواكبٌ مِشْكاتها
صلّوا عليه وسلّموا إكراما
صلى عليك اللهُ في عليائه
فتدافعتْ في الخافقينِ سلاما
زكّاكَ ربكَ في البَرايا شاهدًا
ومشفَّعًا للصالحينَ ذِماما
يا من إليه تواكبتْ صلواتُنا
زُهْرًا تفيضُ تآلُفًا ووِئاما
أنت الحبيبُ المصطفى إن أوحشتْ
كلُّ الدروبِ أنرتَها قَبَسًا وَشَاما
* الجامعة القاسمية