قبلة على جبين القدر الذي أوجد لنا الحُسين، وقبلة على جبين الحُسين الذي أثبت لنا توسّطه جميع مكونات وأطياف أبناء الشعب الأردني، كما هي دلالة التاج الفضّي في علم ولي العهد، الذي يمثل لنا إنعكاس حقيقي للواقع.
أتابع بشدّة كما بقية الأردنيين، جميع الأخبار التي ترتبط بسمو الأمير الحُسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، ولعل آخرها هو خبر زيارة ولي العهد للإعلامي والأديب غالب الحديدي في منزله، وهذا ليس بالأمر الجديد فسمو الأمير يعقد مجموعة واسعة من الزيارات واللقاءات على مختلف المستويات، سواء على المستوى السياسي كزيارته الأخيرة لرئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت، أو على المستوى العلمي البحثي كزيارته للباحث البيئي الدكتور أحمد الشريدة، أو حتى على المستوى الشبابي في زيارته التي لا يمكن لنا أن ننسى أثرها الكبير للطالبة ذكى الحراحشة في خيمتها، أو حتى زيارة الطالب أيوب تايه في محل الحلويات الذي يعمل به، والقائمة تطول.
وقد لاحظت خلال متابعتي لخبر زيارة سمو الأمير للإعلامي الحديدي، التفاعل الكبير عبر مواقع التواصل الإجتماعي للصورة التي ظهر بها الحديدي وهو يقبّل جبين الأمير الحُسين، فقد حملت هذه الصورة حقيقةً مشاعراً كبيرة وجيّاشة، فالأمير الشاب الذي يمضي اليوم حاملاً رسالة الهاشميين العظمى، يحمل رفقتها آمالاً كثيرة فهو ولي العهد، ويمين أبيه، جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.
هذه الآمال المبنية على الثقة، تزداد يوماً بعد يوم رغم وجود الكثير من التحديات التي تواجه الشباب تحديداً، والتي يعمل سمو الأمير على خلق الفرص لتجاوزها، آخذاً بعين الإعتبار أن هذه التحديات ليست أكبر من الطاقات والإرادة التي يمتلكها شبابنا الأردني.
فقد عمل سمو الأمير على إطلاق العديد من المبادرات التي تهدف الى إنخراط الشباب في المجتمع، وتعمل على تمكينهم من الحصول على تعليم أفضل، وفرص اقتصادية أكثر، قناعة منه بأن الطريق نحو التفوق يكمن في إتاحة الأدوات والوسائل وتوفير الفرص للشباب، في دعوة لبناء جيل من الشباب الملتزم بخدمة المجتمع والعمل التطوعي، وتحقيق الأفضل له باختلاف الاهتمامات.
احدى هذه المبادرات هي مبادرة قصي، التي ترتبط بشكل مباشر بالحادثة التي آلمت كل الأردنيين عام 2013 عندما تعرض لاعب النادي الفيصلي قصي الخوالدة رحمه الله، صاحب ال19 عاماً للاختناق جراء بلع اللسان، خلال إحدى مباريات كرة القدم، مما أدى إلى وفاته، بسبب عدم وجود أي كوادر طبية، وعدم وجود ثقافة صحية عند اللاعبين.
ليأتي سمو الأمير الحُسين بن عبدالله، بلمسة وفاء، بإطلاق مبادرة قصي التي تحمل رسالة مفادها تأهيل كوادر قادرة على معالجة أي طارئ قد يصيب اللاعبين، أثناء مشاركتهم في التمارين الرياضية والبطولات بشكلٍ عام، من خلال إشراكهم بدورات متقدمة في مجال العلاج الرياضي والإسعاف الأولي وتوفير الخدمات العلاجية بإنشاء مراكز طبية في المدن والمجمعات الرياضية في كافة محافظات المملكة.
هذه المبادرة وما تبعها من مبادرات وزيارات ومكالمات على مدى سنوات طويلة، حملت بعداً إنسانياً أشعر الأردنيين بقرب الأمير من المشهد العام، فقد قام سمو الأمير في ذات اليوم الذي التقى به بالإعلامي الحديدي، بالإتصال للتعزية بأحد فرسان الحرس الملكي الذين خدموا رفقة سمو الأمير قبل أكثر من 15 عاماً، وهذا ما استوقفني أيضاً فما بين فارس الحرس هذا وما بين الحديدي وخيمة الحراحشة، رسالة ودلالة واضحة على المتابعة الحقيقية لنبض المجتمع الأردني.
وفي الحديث عن الجانب الإنساني، فلابد من الإشارة الى مبادرة سمع بلا حدود، التي أطلقها سمو الأمير برؤية " أردنٌ خالٍ من الصمم" فهي تعمل على تقديم الدعم والمساعدة لتأهيل الأطفال الصُّم من خلال زراعة قوقعة الأذن لهم، وتدريبهم على النطق وتوعية المجتمع بالحالات المسببة للصمم، ومبادرة تحصين التي تعمل على الوقاية والحد من الإدمان بانواعه من خلال رفع الوعي لدى الأطفال واليافعين حول مخاطر الادمان والتدخين، وتعمل على بناء قدرة الشباب والأطفال على المهارات المجتمعية والحياتية وانخراطهم في الأنشطة المنتجة.
المبادرات والأنشطة كثيرة، فمنها مختبر التصنيع (FABLAB) الذي يشكل مركزاً مثاليّاً للمبدعين المحليين والدوليين يتبادلون فيه الخبرات والأفكار بما يتيح لهم الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة في مجالات أساليب التصنيع الرقمي المتقدمة، ومنها مبادرة مسار التي تهدف إلى إعطاء الشباب الأردنيّ فرصة لإظهار قدراته وابتكاراته في مجال الفضاء.
لكنني أحببت اليوم التركيز والنظر على الجانب الإنساني لدى سمو الأمير، فهو جانب مؤثر، ويزداد تأثيره بنا يوماً بعد يوم، فهو الأخ والإبن، والملبي لكل نداءات، بصعوبتها وبيسرها، سواء حملت نداء إغاثة ومساعدة، أو نداء مودة، فمن منا ينسى فيديو الحاجة حمده الزيود الذي دعت فيه سمو الأمير للغداء قائلة " يا حسين ابن عبدالله، ميل علينا جيرة الله" فما كان من سمو الأمير الا تلبية نداء الزيود وزيارة منزلها في منطقة غريسا، مدينة الشهداء التي زارها مراراً آل هاشم، والتي وارى الثرى فيها الشهيد لؤي الزيود، والشهيد راشد الزيود، غريسا التي أنجبت حبيب الزيودي، فتى العالوك، من مات ولم تمت كلماته، فمن منا لم يسمع "صباح الخير يا عمان، يا حنّا على حنّا.. كفو وتدوم يا أبو حسين نبع نرتوي منّه" ومن لم يسمع قصيدته في جلالة الملك عبدالله الثاني أول استلامه للحكم "هلا عين ابونا وضو ديوانه، هلا يا واسط للبيت والاشراف عمدانه".
فيديو الحاجة الزيود لم يتجاوز الـ7 ثوانِ، لكنه تجاوز في المودّة مسافاتٍ كبيرة، فـحضر الحُسين، وحضر واجبه، والحديث عندما يرتبط بسموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يطول، ومن يتابع المشهد العام يرى مضي سمو الأمير بحيوية على خطى جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم، في التواصل مع الأردنيين في مختلف مواقعهم، وتقديم الدعم الكامل لهم باختلافه.
حمى الله أردننا وطناً وشعباً وقيادة، وأدام أمنه واستقراره.