أظن أن لا أحد أكثر قلقًا مني في موضوع تدريس الفلسفة! فأنصارها مازالوا يحتفلون بإنجازهم في إقرار تدريسها!.
ولم يفعلوا شيئًا بعد ذلك! أعلنوا النصر المبكر، ولم يدروا أن أحدًا سيلف من أمامهم ومن خلفهم ويفعل ما فعله خالد بن الوليد في إفساد نصر المسلمين في أُحد!.
إن تدريس الفلسفة بحاجة إلى نقاشات واستعدادات، فأعداء الفلسفة الحقيقيون هم من أهلها وأنصارها.
إنهم يعدّون أنفسهم للقضايا الآتية:
١-إعداد مادة عن الفلسفة يدرسونها ، ويعلمون طلابهم كيف يفكر افلاطون وديكارت وهيغل وغيرهم، لا كيف يعلِّمونهم كيف يفكرون وكيف يتفلسفون!.
٢-وسيركزون في تأليفهم لكنب الفلسفة وتدريسها على كيف يعدون طلبتهم لأداء امتحان في الفلسفة ، ويجيبون عن أسئلة مثل: متى وماذا وأين واذكر وعدّد!، ويضيفون عبئًا جديدًا عليهم وعلى المجتمع!.
٣-وأقول بصراحة لإداريي الموضوع ولأنصار الفلسفة والفلاسفة في الجامعات: قد لا يحتاج الطلبة إلى أن يفكروا" في الفلسفة " بل يحتاجون إلى التفكير "بالفلسفة ". نحن لا نريد
طلبةً فلاسفة بل طلبة يمارسون التفلسف، ولا يجوز لأي مؤلف أو معلم فلسفة أن يكتب أو يتلفظ بكلمة واحدة لا علاقة لها بتطوير تفكير الطلبة!
٣-لدينا تجارب تدريس فلسفة سابقة عديدة ، ومجاورة وعالمية ولم نلحظ أن تدريسهم للفلسفة أحدث فرقًا أو جعل طلبتهم يتفلسفون ويفكرون ، والسبب برأيي أن أنصار الفلسفة ومتصدري أمواجها متحمسون لمبدأ تدريسها لا لكيف تدريسها!.
نحتاج لإدارة تمتلك الوعي الفلسفي، ولمختصين يميزون بين التفكير في الفلسفة والتفكير بها! الفلسفة ليست هدفًا بل وسيلة لبناء تفكير الطلبة! فهل يدرك أنصار الفلسفة ما سيفعلون! المطلوب إنقاذ تدريس الفلسفة قبل سقوطها بأيدي بعض أنصارها وأعدائها!.
ملاحظة:
ما تبقى من وقت ليس كافيًا لإعداد ما سيتعلمه الطلبة ولا لكيف يتعلمونها!