يوم كأَيام السنةِ ، يذكر فيه القاصي والداني فضائل معلمه ، كيف لا ؟! ، وهو الَّذي أضاءَ الدَّرب لنا وَأَنار الطريقَ أمامنا ، شحذ هممَنا وطاقاتنا نَحوَ المستقبلِ بكلِّ شغفٍ ، هو الذي أَذاب العراقيل الواقعة في طريقِنا نتيجةِ الصُّعوباتِ ، وأرشَدنا بِعلمهِ النَّير إلى المَعالي بكلِّ فخرٍ وخيلاً متسلِحين بالفضيلة ولِنشر الخير ونبذ الرَّذيلةِ .
مَهما تكلمنا ومهما خصصنا من سويعات وساعات وأزمنةٍ وأَوقاتِ لنْ يكفينا الدَّهرُ أَنْ نَفي حَقَّ مُعلمِنا مَنْ يحمل شُعلة العِلم التي هي فريضة على كل فرد في دينِنا ، العلم مطلباً حثتْ عليه الشَّريعة لما فيه من رَفع قُدرات الفَرد وَبَصيرته فالمؤمن القوي الواعي خير وَأحب إلى الله من الضعيف.
لو تبصرّنا بالتاريخ لَوجدنا سِمة ميَّزت دُول الإسلام كافة التي جابَت الشرق والغرب باهتمامها بالعلم فكان الخُلفاءُ يرفعون من مكانة المعلم وياتونه ولا يأتيهم، كانوا يقطعونَ الأميالَ في طلباً للعلم، ونتيجةً لذلك نقلوا لنا العلوم بين دفاتِ الكتبِ بشتى أنواعها الدينية والتطبيقيةِ ، وكانت الكتب التي على الرفوف الَّتي شكلت أعرق المكتباتِ شاهدةً على هذا الإرثِ . وها نحن اليوم نعاين دورَ العلمِ والاهتمامِ بأَركانه في سبيلِ تحقيق الرفعةِ ، دولٌ معاصرةٌ خصَّصتْ ميزانياتٍ ضخمةٍ في سبيل العلم والبحثِ العلميِّ مما قادها للتقدم في السِّلم العالمي في عالم يعجُّ بالتَّقدم والتكنولوجيا المتسارعة ، هنالك اليابان وماليزيا وألمانيا وغيرها الكثير .
وفي حديثنا عن العلم وُجِبَ التَّطرق إلى أن الاهتمام بالعلم لا يكون إِلا بالتركيز على البحث العلمي لأن العلم يحتاج إلى بحث ويقوم على التجريب فتستنتجُ النظريات التي يتبعها اختبارات لتقود للحقائق ، فلا يقتصر العلم إِطلاقا على الجُمودِ والتلقينِ .
وفي الختامِ نرفَع القُّبعاتِ إِجلالا واحترام لمعلمينا ولكل من له حق علينا في مسيرة التعليم مُؤكدين أَنه لَن تَقوم لأمة قائمة بغير العلم ورفع مكانة المعلم ، العلمُ مهداً للحضاراتِ وَبِهِ تقوم شُعلةَ الأُمَمِ.