مطرقة البرلمان صوتها .. أنت ..
10-10-2010 03:01 PM
تزداد كل يوم حميّة الانتخابات ، ونرى المشاهد الانتخابية من تسابق المرشحين بالإعلان عن رغبتهم في الترشح للمجلس النيابي القادم ؛ فمنهم من ركب مركب العشيرة أو العائلة وأعلن ترشحه ؛ معتزا بما يملك من مال وحداثة نعمة وفن في تبويس اللحى ومهارة في الابتسامة ولباقة في المجاملة عند الملتقى ، دون أن يكون له عراقة في الخدمة أو خلفية سياسية أو ثقافية أو مواقف مشهودة.
جميل أن يرشح الإنسان نفسه للانتخابات النيابية وهذا حق من حقوقه التي كفلها له الدستور ؛ ولكن الأجمل أن يعرف الإنسان حدود قدراته وإمكانياته ، وان يقرأ النتيجة مسبقا بعقله باستخدامه أدوات الجمع والطرح والاختزال وجميع المعادلات الرياضية للوصول إلى مكاشفة حقيقية مع نفسه حول مدى فرصته في النجاح.
الكل منا يعشق زوامير الانتخابات ، وصخبها ودهاليزها ولكن الأهم أن نستفيد من الماضي وان نستحكم عقولنا قبل قلوبنا ؛لأننا على يقين أن قلوبنا قد أسرتها العشائرية أو العائلية أو المصلحة الشخصية الضيقة، مبتعدين بوصلة البحث عن الأصلح والأكفأ والأقدر والأجدر من الذين يعرفون وطنهم ،ويدفعون عنه غائلة الشرور ويدخلون بمواقفهم الفرحة لشعبهم والطمأنينة لمستقبلهم والسرور.
في الانتخابات ؛ ستكثر البيانات الانتخابية والطروحات الرنانة ، والمصطلحات الغامضة وعبارات مرشح الإجماع والإجماع منه براء.
في يوم سألت احد النواب، وألحقت سؤالي بكلمة (سعادة) ؛ نظرا لهيبة المنصب وأهميته وبدلاته المميزة وامتيازاته المتنوعة، وكان سؤالي: ما هي أقصر الطرق وأسهلها للوصول إلى قبة البرلمان ؟
اقترب مني مبتسما وسألني إن كنت راغبا أو طامعا في الترشح للانتخابات ، فقلت له بالطبع لا ولم أفكر البتة في هذا الشأن، وإنما سؤالي هذا من باب المعرفة بالشيء ليس إلا ، وخبرتي لا تتعدى الفوز الذي حققته في انتخابات ( مجلس طلبة الجامعة الأردنية) في بداية التسعينات، فقال لي: إن الوصول إلى البرلمان هو من السهل الممتنع ؛ فهو صعب على أصحاب القيم والمبادئ والمثقفين وحملة الشهادات العلمية ؛ وهو سهل على المتمرسين في خوض غمار الانتخابات والمتمتعين بحنجرة قوية والممتلكين فن الصراخ والفرقعة الكلامية في التجمعات الانتخابية ؛ والملوحين بملفات واهية يتوعد بكشفها عند وصوله إلى قبة البرلمان ؛ ليظن العوام من الناس انه العليم ببواطن الأمور وظواهرها وكأنه يملك عصا موسى ومزامير داوود وطلاسم السحرة والمنجمين.
وأخيرا أقول؛ انه على كل ناخب صادق أمين أن يحسن اختيار نائب صادق أمين قادر على حمل مسؤولية التشريع والرقابة والمساءلة ،ولدية من الخبرة والمعرفة السياسية التي تعود بالنفع العام على الوطن والمواطن ؛ فلنشارك جميعا في الانتخابات النيابية القادمة لكي نفرز مجلسا نيابيا قويا مؤتمنا على انجازات الوطن ومصالحه العليا وثوابته الوطنية المثلى بدلا من العزف المنفرد أو التباكي من جديد على أطلال المجلس النيابي القادم الجديد.