بلا منازع، فإن أعظم ذكرى في تاريخنا العربي والإسلامي لا بل والإنساني، هي ذكرى مولد هادي البشرية المبعوث رحمة للعالمين، محمد النبي العربي الهاشمي الأمين صلوات الله وسلامه عليه.
وحيث نتفيأ في هذه الأيام المباركة ذكرى المولد النبوي الشريف، فإن كل مؤمن عاقل راشد، يصنع لذاته ولأهله ولمجتمعه خيرا في الدنيا وفي الآخرة، إن هو قرأ وبتمعن سيرة حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحاول أن يتخلق بأخلاق من خاطبه الحق تعالى بقوله " وإنك لعلى خلق عظيم " , وزاد بقوله جل في علاه "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
نقارن بين ما يعيشه العالم اليوم من حروب ودمار وعنف ولجوء وتشرد وفقر ومرض وجوع وكراهية وتسابق في التسلح بسلاح الدمار الشامل وتهديد وإرهاب , وبين ما جاء به محمد ابن عبدالله النبي الأمي قبل خمسة عشر قرنا من نقيض هذا كله رحمة بالبشرية ,فنصلي ونسلم عليه وعلى آله وصحابته الغر الميامين .
نعم , وكما قال المنصفون الصادقون عنه صلوات الله وسلامه عليه , لو كان " محمد " بيننا اليوم , لحل مشكلات العالم كله وهو يحتسي فنجان قهوة .
إن أولى الناس بهذا النبي العظيم , هو نحن أهله العرب ,الذين تفرقت بنا السبل والأهواء وصرنا شيعا وطوائف وأشتاتا تتنازع الأمم على أرضنا وخيراتنا وحتى على مقدساتنا في القدس الشريف .
لقد ترك لنا " محمد " صلى الله عليه وسلم إرثا عقديا روحانيا وتاريخيا وإنسانيا عظيما فوق كل القيم المادية الزائلة , وهو إرث ثر لو تمسكنا به لما كان حالنا كما هو اليوم , ولكانت أمتنا سيدا للأمم كلها على هذا الكوكب , لكننا لم نفعل , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
صلوا على محمد خير الأنام .. الله من أمام قصدي.