هي فراشة من عدن ، تطير وتحوم ، فتحل فوق كتفي عمان ، وتتوسد المها ، حتى تأتي الكف المطهرة لترويها برحيق مختوم.
"علياء" في عمر الورد ، او قل في الورد من عمرها ، فيما سنواتها الثماني لم ترحم براءتها ، حين اصيبت بالسرطان ، وتعالج اليوم في مركز الحسين للسرطان ، على نفقة والدها الموظف البسيط ، الذي بالكاد يأتي معجنه بالقمح ، في زمن الرمادة هذا.
جاءت الى عمان قبيل رمضان ، وتلقت علاجها الكيماوي ، وسوعدت من مؤسسة الحسين للسرطان بالفي دينار ، ثم غادرت الى اليمن ، فلا بد من صنعاء وان طال السفر.
هاهي في ساعات الخريف ، تواصل علاجها في عمان ، وتعيش العائلة في شقة مفروشة ، لم تبقً من مال ابيها شيئا ، لايجارها المرتفع ، واذ تتلقى جرعات العلاج الكيماوي ، فان والدها الغارق في الديون ، تدمع عيناه ، وهو يروي معاناة الطفلة وكيف سيقدر على تأمين بقية علاجها.
فراشة عدن.الا تسمعون طيرانها في حدائقكم.تحوم وتحوم.بحثا عن رحيق مختوم ، لعل هناك من يتبنى علاجها ، او يدعم علاجها مباشرة بالدفع لحسابها في المستشفى ، فوالدها لايتكسب من دم الطفلة ، ولايبيع ولايشتري.
أتضام فراشة عدن بيننا؟ لاتضام. حسبي انها لاتضام ، لان فينا ايدي مطهرة ووجوها نورانية ، تمد يد الاحسان الى عربية من عدن ، اصيلة كما اي فرس عربية ، في ناصيتها ينعقد الخير.
"فراشة عدن" تطير وتحوم ، يراها اطفالكم في ذهابهم وايابهم ، ويسمعون نبض قلبها الصغير يخفق ، ويقول ان لله جندا كرماء يمدون اكفهم الطاهرة المطهرة ، ويسقونها من رحيق سماوي ، مودع في الارض ، امانة بعدها سؤال وجواب.
والدها في عمان ويقول: لااريد مالا في يدي وكل مااريده هو حصول الطفلة على تغطية علاجية او علاجها فلا مال لدي والطفلة تعاني من السرطان ، فأين اذهب وباب من اطرق؟
ويبقى هاتف والدها بانتظار من يغيث فراشة عدن ، وهو(0796040698) ، لعل الاكف المطهرة ترأف بها ، وتحملها من حيث تحتسب ولاتحتسب.
mtair@addustour.com.jo
الدستور