مفاوضات على ايقاعات عسكرية
د. حازم قشوع
06-10-2022 08:02 AM
وقوف روسيا عند خط الشريط الحدودي ما بعد الرابع والعشرين من فبراير بضم الاقليم الاربعة مقابل تخلي روسيا عن الجزر الاربعة التي تعرف بالكورال الياباني لصالح اليابان بعدما سيطرت روسيا والصين على الناحية الشرقية في اسيا وذلك بعد القرار المركزي الامريكي بعد التدخل العسكري في تايوان وهي الصفقة التي لم يكتب لها النجاح لوقف تمدد دوامة العنف في حرب أوكرانيا التي اخذت بالتصعيد جراء فشل هذه المفاوضات التي كادت ان تنهي الحرب الدائرة في أوكرانيا.
"رابح - رابح" هي المعادلة التي يبحث عنها الكرملين والبيت الابيض لوقف دوامة العنف، لكن هذه المعادلة لم يتم تركيب مفرداتها بعد وان كانت المحاولات مازلت جارية كما المفاوضات ووسائل الضغط مازلت قائمة لاسيما مع دخول اوروبا في اجواء الشتاء التي تحتاج بها لاعادة ضخ الغاز الروسي لوقف حالات التضخم التي اصابت معظم الاقطار الاوروبية.
وبسيطرة روسيا على الاقاليم الاربعة الاوكرانية تكون روسيا قد حصنت امنها الغذائي لخمسين سنة قادمة بينما لم يحسن الجناح الغربي المناوئ لها من تحقيق هذه المعادلة الاستراتيجية وهذا ما يجعل روسيا تمتلك المواد الطبيعية والزراعية القادرة لاستخدامها كوسائل ضاغطة على الاتحاد الروسي وتكافىء النفوذ السياسي والدبلوماسي الذي تتزعمه الولايات المتحدة وحلف الناتو، الامر الذي يجعل من ميزان المعادلة يعمل بطريقه متأرجحة فلا روسيا قادرة ان تذهب للنهاية باستخدام وسائل ضغطها ولا الولايات المتحدة تسطيع الضغط اكثر بسياسات المقاطعة والمحاصرة فالدب المجروح يصعب السيطرة عليه او حتى التنبؤ بردود فعله .
وعلى صعيد متصل مازلت خطوط التماس الامريكية الروسية تعمل ضمن نظام الضوابط الموازين المتفق عليه بينما زادت حدة التوتر في اليمن وسخونة الاوضاع في العراق وليبيا وهذا ما يجعل منطقة الشرق الاوسط ليست بعيدة عن اسقاطات حالة الشد الامريكية الروسية فيما نجحت الوساطه الفرنسية في تحصين لبنان لابرام اتفاقية امنية لبنانية اسرائيلية باطار حدودي .
مناخات الاجواء الدولية هذه لم تكن بعيدة عن الاجواء السائدة في الضفة الغربية التي اشتدت حالة الاحتدام في اجواءها نتيجة انسداد الافق السياسي وحالة الاحصار المفروضة على الشعب الفلسطيني اضافة لدخول حالة الشد الراهنة الامريكية الروسية بفضاءاتها الحادة على الواقع السياسي والمعيشي لمجتمع الضفة الغربية الذي يعيش احتلال بأجواء الحصار.
وهذا ما جعل موضوع حل الدولتين يصفه الكثير من السياسيين بأنه غير قابل للتطبيق على الرغم من المقررات الاممية المؤيدة له بينما اخذت معظم الاحاديث تنصب حول الحلول البديلة التي تقوم على عودة الضفة الغربية لشطرها الشرقي هو الخيار الارجح او بضم جغرافية الضفة لاسرائيل وهو الخيار الاصعب .
الامر الذي ادى لاشعال الاوضاع السياسية والشعبية في الداخل الفلسطيني حتى انه اقترب من اشعال فتيل انتفاضة ثالثة والتي في حال اشعالها فانها ستقوم بتأجيج اوضاع المنطقة وكما ستهدد تداعياتها مناخات السلم الاقليمي والسلام الدولي هذا ما يتوقعه المتابعون في حال استمرت اسرائيل بعدوانها وحصارها على الشعب المحتل وانتهاكها للحرمات المقدسية وكذلك اغلاقها كل الابواب امام اطلاق مفاوضات تعيد الامل من جديد .
الاردن الذي تقع جغرافيته بين ثلاث اقطار متحركة "سوريا والضفة والعراق" مازال يدفع ثمن صموده على مواقفه وكما يدفع ثمن تمسكه بخياراته التي يقف عليها للدفاع عن عروبة ووحدة العراق، ويؤكد على هذا موقفه الثابت تجاه سوريا ومناصرة الشعب الفلسطيني بخياراته المناهضة للاحتلال، وهو ما جعل من الاردن يتحمل أوزار منطقة غير آمنة ولا مستقرة أخذت تشكل أجواءها دوامات شد عكسي تؤثر على اقتصاده ومعيشة مواطنيه، وهذا ما يجعل الاردن حري بالدعم والاسناد الدولي.