سواء كان المؤتمر للمؤثرين في البحر الميت بتنظيم حكومي أو جهة خاصة, فهو مؤتمر ضروري وفي مكانه وزمانه, فنحن لسنا بصدد اصدار دفاتر عائلة لاعتماد المؤثر من عدمه, فقد يكون الشخص مؤثراً في مجال وعديم التأثير في مجال آخر, فلو اجتمع كتاب الاعمدة اليومية السياسية والاقتصادية, على تنظيم رحلة خاصة إلى البحر الميت أو البترا لما نجحوا في ذلك, ليس لعدم تأثيرهم لا سمح الله, لكن ذلك ليس مجالهم الحيوي, ولا مجال متابعيهم الكُثر, وبالمقابل نجح شاب سعودي في تسويق بقعة مجهولة اسمها وادي النمل, والأمثلة كثيرة على ذلك, والهجمة على القطاع السياحي بهذه الطريقة التي تفوح في كثير منها رائحة الشخصانية على قاعدة «ليش مش أنا» مرفوضة ومدانة.
دعونا نتفق ان الفضاء التواصلي العام, قد خلق نموذجاً جديداً من التأثير والحضور, حتى صرت تسمع من كثيرين بانهم سمعوا أو تابعوا خبراً ما من مواقع التواصل الاجتماعي, ودعونا نعترف أكثر بأن العالم الافتراضي قد أسر كثيرين يجلسون بالساعات داخل فضائه, ونجح هذا الفضاء في تراجع وسائط إعلام كثيرة, بل ان وسائط اعلام كبرى قد الغت نموذجها السابق لصالح نموذج على الفضاء التواصلي والشبكة العنكبوتية, فلماذا نذهب الى أقصى مدى في الاساءة إلى المؤتمر وحضوره ومنظميه, علماً بأن معظم الهجوم تم تأسيسه على قاعدة من هو المؤثر ومن أشخاص يعتقدون أنهم أكثر تأثيراً من المدعوين, إن السبب شخصاني لا أكثر ولا أقل من معظم المهاجمين, وإن كنت اتفهم الهجوم من بعض الغرباء عن العالم الافتراضي الجديد, أو من المسكونين بثقافة الماضي وأدواته.
على الجانب الآخر, أي جانب وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة, فإن الوزارة وأذرعها نجحوا في تحقيق ما وعدوا به, سواء من حيث حجم العائد والناتج الاجمالي المالي أو من حيث التعداد البشري للقادمين إلى الاردن من غير حملة الجنسية الأردنية, وهذا يعني أن أدواتهم المستخدمة ناجحة سواء أعجبنا ذلك أم رفضناه, فالأساس في الحكم على البرناج هو تنفيذه والتزامه بما وعد به, ولا أظن وزارة غير «السياحة» نجحت في تنفيذ ما وعدت به, وأظن أن وزارة المالية وأذرعها أيضاً حققت ما وعدت به بالإضافة الى مؤسسة الضمان الاجتماعي ودائرة الترخيص في مديرية الأمن العام.
الهجوم على مؤتمر للمؤثرين في قطاع السياحة فقد معناه ومبناه, ليس لأنه هجوم لم يحمل أي سبب أو تسبيب من أي نوع, فهو لم يحمل سوى الفاظ جارحة صدرت من المهاجمين وللأسف منهم من لا يليق به استخدام هكذا الفاظ, بل لأنه افتقد إلى نوعية المؤثر الذي نحتاجه لمثل هذه الغاية, فنحن لا نحتاج إلى ناشط سياسي أو اقتصادي, ليحدثنا عن قيمة السياحة في الاقتصاد أو أثر السياحة على الفكر الوطني, نحن نحتاج إلى شخص له جمهور من المتابعين الذين يبحثون عن الصورة الجميلة والكلمة البسيطة والأهم تقليد هذا الناشط أو الاستماع إلى نصائحه, وجميعنا بالمناسبة يشكو من ضعف المحتوى على وسائط التواصل, ولكنها هي السائدة للأسف, والاستعانة بالمؤثرين خطوة لاقت نجاحات سابقة ولا بد من الاستعانة بها ومنهجتها بشكل موسمي, وليشرب من يغضب من ماء البحر الميت.
الرأي