الحوار وسيلة سهلة وسريعة للتواصل بين الناس وله دور كبير في تنمية قدرة الفرد على التفكير والبعد عن العنف والاقصاء ويساعد الفرد على التصدي للمشكلات الصعبة ويعزز فكرة التماسك الاجتماعي بين افراد المجتمع.
الحوار هو الأساس والمبدأ الرئيسي للتواصل البشري وهو عنوان إنساني كبير مرجعيته العقل الذي فضل الله به الإنسان على غيرة من الكائنات وبالتالي فان الحوار سمة سلوكية راقية قوامها قبول الأخر وقبول الاختلاف والبحث عن المشترك بين المتحاورين.
الحوار منطق وفكر يحمل الهدوء هو لغة القبول والتواصل الإنساني الذي يحكمه البساطة واتساع الصدر وعدم الضيق والتأني والإصغاء والاستماع للطرف الأخر واحترام راية لذا يجب نشر ثقافة الحوار والتأني والإصغاء وتحفيز الحوار الهادف الايجابي خاصة بين فئات الشباب, يجب إن تكون الأخلاق والقيم ومنظومتها السلوكية حاضرة في لغة الحوار واسلوبة من هنا كانت الحضارة العربية الإسلامية بكل مكوناتها المعرفية الدينية والفلسفية والتاريخية ليست مغلفة بل كانت منفتحة على الثقافات الأخرى بنوع من العالمية والتثاقف والندية.
نمط العلاقات الانسانية التفاعلية الذي ينشا داخل الاسرة هو الذي يحدد طبيعة القيم والمعاني التي يكتسبها الفرد سواء تعلم التسلط والتواكل وبالتالي ضعف الشخصية ام على النقيض تعلم قيم الحوار والتسامح والمحبة وقبول الاخر وبالتالي شخصية قوية, الاب هو القدوة فالاطفال يقلدون اباءهم ويتقمصون ادوارهم بشكل لا شعوري حيث ان النمط السلوكي الاولي يتحدد داخل الاسرة لذا يجب ان يعلم الاب القدوة احترام الراي والتنوع الفكري والاخلاقي والذي يبدا مع الطفل, فالشباب يتاثرون بالمعايير الاخلاقية التي يتلقونها في مرحلة الطفولة ويلتزمون فيها في مرحلة الشباب ويشعرون بالحرج اذا خالفوها او ابتعدوا عنها.
ثقافة الحوار تعتمد على عناوين العدل والمحبة والبعد عن التطرف هي عناوين مركزية في جوهر الرسالات السماوية جميعها قال الله تعالى" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" صدق الله العظيم , وقال تعالى"لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك" صدق الله العظيم فالحكمة تعني العقل والرؤية والإصغاء وحسن الحديث والمجادلة بالأحسن تعني المبادرة وعدم الرد بالمثل في حالة انفعال الأخر وخروجه عن الطريق الصواب ليبقى الأنموذج والمثال قائما وقادرا على فرض سلوكه وحضوره.
إن تعزيز ثقافة الحوار له فوائد كثيرة تنعكس على المجتمع منها تبادل الأفكار بين الناس وتتفاعل فيه الخبرات, ويساعد على تنمية التفكير وصقل شخصية الفرد, ويولد أفكار جديدة وينشط الذهن كما يساعد على التخلص من الأفكار الخاطئة والوصول إلى الحقيقة ويغرس سلوكيات ايجابية وحضارية.
ترسيخ ثقافة الحوار تحتاج الى برامج طويلة الامد لا تاتي بسرعة وانما تبنى على مشاركة كافة اجهزة الدولة وابرزها المؤسسات الاعلامية التي لها الدور الابرز في بناء مجتمع يتحلى افرادة برقي الحوار والحوار المسؤول والمحبة بعيدا عن العصبية والتطرف.