اسئلة مقلقة واجابات لا يقين فيها
د. محمد ناجي عمايرة
05-10-2022 11:43 AM
الليلة الماضية ..كنا في منطقة زي _ السلط..
بعد فعالية ثقافية تربوية اجتماعية.. جلسنا مجموعة من الرجال والنساء، ودار حديث في الهواء الطلق.. الطقس جميل والهواء منعش وعليل.. القرائح مفتوحة.
جمعتنا هموم الوطن والمواطن.
والحديث سجال ومفتوح بلا قيود ولا تحفظات..
الهموم كثيرة وكلها موجعة؛ وبعضها اوجع، والجراح مفتوحة على شتى الاحتمالات..
و"شتى" هذه مثل "لو" قد تفتح عمل الشيطان..!
لا استطيع ان انقل كل مادار فهو كثير وتفاصيله ليست بهيجة.. وجهات النظر كانت متباينة بالطبع لكنها كلها تلتقي في مصب واحد مع اختلاف المشارب.. وهو مصلحة الوطن العليا او بتعبير آخر "مصلحة البلاد والعباد".
بعض المتحدثين كان مترددا وبعضهم كان متشددا وبعضهم يميل إلى المرونة.
لكن كلنا كنا قلقين ومتوترين.. ونتطلع إلى حلول.. ويبحث عن الأسباب والمسببات.
لا احد كان يمتلك الحقيقة كاملة.. وانى له ان يستطيع ذلك.
اين الخلل؟ ومتى بدأ ولماذا؟ وما هي الحلول ومن يملكها او يزعم انه يمتلكها.
الحلول غير ممكنة على المستوى القريب.. يقول أحدنا.
وهل الأزمة اقتصادية فقط يسأل آخر.. ام هي سياسية واقتصادية واجتماعية وإدارية؟
هناك من يلوم بعض المسؤولين ويلقي بالمسؤولية على الحكومات المتعاقبة..
بعضنا يؤشر على الفساد الذي اصبح مستوطنا. وبعضنا يقول إنه داخلي؛ وآخر يتلمس ان وراءه اصابع خارجية.. وإشارات إلى ان هناك (حيتان) تحاول أن تاخذ البلد والناس إلى ما لا تحمد عقباه حفاظا على مصالح ذاتية..!
الشكوك قائمة وازمة الثقة عميقة بين المواطن والمسؤول.. او بين الناس والحكومات المتعاقبة..
لا احد يرى ان هناك جدية كافية لتنفيذ ما جرى إقراره من قوانين وتشريعات وأنظمة وتعديلات دستورية لتأسيس مرحلة وطنية جديدة سياسية اقتصادية اجتماعية.
الحديث كله غابت عنه نظرة التفاؤل..!!
لم تعد مقنعة ولا مجدية كما يقولون، تلك الوعود بالقادم الأفضل او الايام الجميلة التي لم تأت بعد.
هل المشكلة في الصلاحيات.. ام في الحكومات منزوعة الدسم، ام في النظام السياسي العميق ام في دورنا الخارجي والعلاقات الدولية التي لم تعد تقبل بالسياسات المتوازنة وما يترتب عليها.
هل هي ازمة بطالة ام تحديات مالية.. ام سوء في الإدارة وضعف في التخطيط؟ ام هو ميل فطري إلى التشاؤم وما تخفيه النظارات المعتمة او المظللة بالأسود..؟
هل يمكن حل الازمة الاقتصادية بالطرق التقليدية؟
هل المشكلة في ملايين اللاجئين الذين هم عبء على الموارد والامكانيات القليلة المتاحة؟
هل الحل السياسي ايديولوجي ام عملي.. هل نستطيع الانتقال بسرعة إلى حياة برلماية سليمة فاعلة وحكومات حزبية مسؤولة ذات مرجعيات شعبية ..الخ؟
هل نستطيع التوقف عن التشكيك والتشويه والاتهامية التي لا تملك اية ادلة كافية ومقنعة ومفيدة؟
هل الاحزاب السياسية ممكنة في الفترة القريبة القادمة؟
اليست لدينا ازمات مزمنة كأمراض العصر الضغط والسكري والاورام وامراض القلب؟
واين وصلنا في تردي بعض مستويات الناتج التعليمي المدرسي والجامعي الحكومي والخاص؟
اي مستوى من البنية التحتية في ظل شح الموارد الطبيعية وتراجع مستوى الموارد البشرية؟
كيف نحاسب الفاسدين؟ ونكسر ظهر الفساد؟ اية حلول ممكنة للبطالة والفقر؟
ومشكلات انتشار المخدرات وتزايد ارقام الجريمة؟
اسئلة مشروعة تبحث عن اجابات شافية وكافية..
هل ثمة ازمة ولاء وانتماء ؟
ام هناك فراغ سياسي اجتماعي اقتصادي علينا ان نجد من يملأه؟
اين دور الإعلام الوطني واين وصل مستوى الحرية الإعلامية وهل هي متصلة بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية؟
جلسة كانت مثيرة للاهتمام واسئلتها مقلقة واجاباتها حائرة ومترددة ولا يقين فيها..
اي مستقبل مشرق نريد وننتظر؟ اية تربية نريد وآية ثقافة نريد؟
نحن ننظر إلى الأمور بلا نظارات لا سوداء ولا ملونة ولا طبية لكن الرهان يبقى دائما، مع ثقتنا الراسخة بالله وحفظه ورعايته؛ رهانا على الذات العارفة القادرة.. وهو مفتوح على الاحتمالات كلها.
وللحديث بقية.