في حضرة الملك وأمام رؤيته للملفات المعقدة
د.محمد المومني
05-10-2022 12:10 AM
يشعر المرء في حضرة الملك، بكم الحكمة والمصداقية والاتزان في تقييم الملفات المعقدة. أقدم زعيم عربي يصر ان يستمر الأردن مصدرا وداعما لقوى الخير في الاقليم، صوت للاتزان والعقلانية، يدعم الجهود التي تساعد على استقرار وازدهار الشعوب المحروم معظمها من الامان والثقة بالمستقبل.
الملك يتواصل مع ابناء شعبه، لكي يكونوا بصورة جهد الدولة ممثلة بالملك، للحفاظ على مصالح الأردن، لكي يبقى بلدا منيعا قويا، يتصدر قوى الخير، ويحافظ عن مصالح الامة وقيمها.
عناوين شاملة مكثفة تناولها جلالة الملك؛ القضية الفلسطينية وغياب العدالة ما تزال سببا اساسيا للتوتر الاقليمي، ونصرة القدس والمقدسيين عنوان محوري وهدف سام، وواجبنا الاخلاقي والديني ان ننصر اهل القدس، مسلمين ومسيحيين، وعلينا ان نتحدث للعالم بلغة مقنعة عما تتعرض له المدينة المقدسة، وان الملك القائد المسلم الهاشمي، لا يمكن الا ان ينحاز للحق، ويدفع باتجاه الوئام بالقدس، ويذكّر العالم كيف ساد هذا السلام منذ العهدة العمرية، وان دفاع الاردن عن القدس واصراره على العدالة يأتي من منطلق الوصايا الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وايضا لأن حل القضية واحقاق الدولة الفلسطينية مصلحة استراتيجية عليا، ترتبط بمصالح حيوية للدولة الاردنية، واي حل في غير هذا الاطار عبث وجهل، يهدد الاستقرار الاقليمي بمجمله الذي يعد الاردن ركيزة اساسية فيه.
ما يحدث في العراق مهم، ونهاياته ستكون لها آثار تتجاوز العراق، وان الاستقرار الاقليمي يحتاج عراق مستقرا، وما يقوم به رئيس الوزراء العراقي للتعامل مع التحديات يستحق الدعم والاسناد، والاردن سيبقى دوما سندا للعراق، ومنفتحا على كل اطيافه السياسية والدينية، وهذه سياسة اتت اكلها، والتعاون الاقليمي العراقي الاردني المصري يؤسس لأفق واعد، سينعكس بالخير على دول اخرى، والمشاريع المشتركة التي يتم العمل عليها سيكون لها اثر ايجابي على الجميع، ولا بد من اشراك الفلسطينيين بالمشاريع الاقليمية، للتخفيف من معاناتهم اولا، ولأن اشراكهم سيقويهم ويقربهم من احقاق دولتهم.
سورية واستقرارها وسيادتها ووحدة اراضيها مصلحة اقليمية، وان الاشتباك الدبلوماسي يجب ان يستمر، لكي يأتي جميع الفاعلين لنقطة التقاء وتفاهم حول التعامل مع الملف السوري بحكمة وبرغماتية، والاردن ملتزم بالعقوبات الدولية، لانه دولة تحترم القانون الدولي، ولكن الغالبية غير ملتزمة بمن فيها دول اوروبية وعربية. الجيش سد منيع، قادر على حماية حدودنا الشمالية.
الانتخابات الاسرائيلية القادمة مفصلية، والجميع يتمنى ان تتأتي حكومة تستطيع الاشتباك ايجابيا مع محيطها، وتعطي زخما للمفاوضات مع الفلسطينيين، ويسجل للبيد انه في غمرة الانتخابات تحدث عن حل الدولتين ودعمه، ومقاربة ملف العلاقة مع اسرائيل يجب ان تكون بحكمة وشجاعة.
الاقتصاد الوطني يعاني، ولكنه اظهر منعه خرج من كورونا وازمة الطاقة والتضخم بخسائر اقل من معظم الدول، لكن يجب الاستمرار بالعمل الدؤوب للنهوض بالاقتصاد. العالم مقتنع بضرورة التعاون في الامن الغذائي حتى في ظل الاستمرار المتوقع للازمة الاوكرانية، والاردن في طليعة الجهود الاقليمية للامن الغذائي.
هذه بعض العناوين التي تناولها حديث جلالة الملك سنأتي على خوضها لاحقا، جميعها تؤكد القناعة بكم الطاقة والطموح والحكمة في تفاعل الدولة مع التحديات والفرص.
(الغد)