عندما تنسى المدينة أسماء عشاقها
حيدر محمود
05-10-2022 12:05 AM
«إلى عبدالمنعم الرفاعي، الذي تَنَبّأ يوماً أنّ حبيبته «عمّان».. ستنساهُ.. وقد بدأ قصيدتَهُ العصماء –قبل رحيلهِ- بهذا البيت:
عمّان، يا حُلْمَ فَجْرٍ لاحَ، واحْتَجبا
عَفواً.. إذا مَحَتِ الأَيّام ما كُتبا!!»
وأَقولُ له –في هذا الصّباح- وأقولُ لي:
أَجَلْ مِنْها، وإنْ صَدُّوكَ عَنْها
ولو خانَ الجميعُ.. فلا تَخُنْها!
لقد صانَتْ هواكَ.. فَصُنْ هواها
وعانِقْها بروحِكَ.. واحْتَضِنْها..
هيَ اسْمُكَ، وَهْي رَسْمُكَ، منذ كانتْ
وكنتَ.. فمثلما كانَتْكَ.. كُنْها!
يُحِسُّ بنارِكَ «الحُسّادُ».. لكنْ
يُحَيّرُهُمْ بأنّكَ لم تُبِنْها!!
لكان وَشَى بك «الواشونَ» لولا
حُضورُكَ: غائباً فيها.. وعَنْها
فأبْعِدْ عَيْنَها، عن كُلِّ عينٍ
فإنّ ضياء عَيْنِكَ، من لَدُنْها
وحاذِرْ أنْ تبوحَ، بأَيِّ حَرْفٍ
فَمِنْكَ تغارُ أَحْرُفُها.. ومِنْها!!
* تجدُر الإشارة هُنا إلى أَنّ الشاعر الكبير، صاحب الدولة، «أبا عُمر»، رحمه الله، هو الذي كَتب النَّشيد الوطني، ونشيد العلم، وغيرهما من روائع الكلماتِ التي يتغنّى بها الوطن، منذ تأسيس الدولة.. ومع الأسف الشديد فقد نسيناهُ تماماً، ولم يعد يَذْكرُهُ.. إلاّ القليل القليل منّا!!
(الدستور)