الكلاب الضالة وأولويات الحق في الحياة او الدفاع عن النفس
م. وائل سامي السماعين
04-10-2022 11:40 AM
تم مؤخرا الكشف عن حجم معاناة المواطنيين الذين يتعرضون لهجمات الكلاب الضالة في احيائهم السكنية، حيث تشير بعض الاحصائيات لوقوع حوالي 6000 حالة عقر (عض) للمواطنيين في الاردن، وتقدر تكلفة العلاج بحوالي 3 ملايين دينار سنويا، وفي بعض الحالات تسببت حالات العقر الى الموت، او افضت الى تشوهات دائمة.
دار جدل مؤخرا حول افضل الطرق لمعالجة هذه الظاهرة، وخصوصا في ظل تكاثر هذه الكلاب، الذي اصبحت فيه السيطرة على تكاثرهم بالمهمة المستحيلة.
فتزاوج الكلاب يتم مرتين في العام، حيث تبلغ الاناث وتصبح جاهزة للتزاوج والتناسل عند سن ما بين ستة اشهر وتسعة اشهر، ويمكنها الانجاب ما بين 4 الى 8 جراو في كل مرة، وفي العادة تعيش الكلاب حتى سن 12 عاما، وهذا يعني ان الانثى يمكنها انجاب على اقل تقدير 100 جرو في حياتها اذا كانت صحتها جيدة، فكما تشير بعض المعلومات العلمية ان اثنين من الكلاب يمكنهما، بالاضافة الى اطفالهم انجاب ما يقارب 67،000 كلب خلال ستة اعوام.
برز اتجهان لمكافحة هذه الظاهرة والسيطرة عليها ، فالاتجاه الاول من الممولين الداعمين لمؤسسات الرفق بالحيوان ، حيث ترى ان الامساك بهذه الحيونات، ومن ثم اجراء عمليات خصي لتلك الكلاب للحد من تكاثرها ، هو الحل الامثل ، ولكن لا يوجد هناك ضمانات عن المدة الزمنية التي ستسغرق لخفض تكاثرها ، فقد تستغرق هذه العملية عشرات السنين ومن يعلم في غياب الدراسات ؟ ، اما بالنسبة لمنع هجمات تلك الكلاب على البشر ، فلا يوجد حلول عملية سوى اتباع اساليب معينة لعدم اثارة غرائز الكلاب الهجومية كما يقولون ، ولكن في في كلتا الحالتين ستبقى الهجمات قائمة ، وقد تزداد لحين ايجاد الحل الجذري . الاتجاه الاخر ، يرى في قتل تلك الكلاب الوسيلة الوحيدة لخفض عددها ، ومنع الهجمات على البشر .
في الولايات المتحدة الامريكية يوجد هناك قانون صدر في عام 2005 في ولاية فلوريدا ، يسمى قف على ارضك" “Stand-Your-Ground ،حيث يسمح القانون لأولئك الذين يشعرون بتهديد معقول بالموت او الاصابة الجسدية، بمواجهة القوة بالقوة بدل من التراجع ، واذكر هنا قضية جورج زمرمان الذي قتل الشاب الاسود تريفون وتم تبرئة جورج على اساس هذا القانون .
حتى تكتمل الدراسات العلمية التي من الممكن ان تعطينا فكرة عن المدة الزمنية لحين خفض ومنع تكاثر هذه الكلاب بشكل معقول وتأثير ذلك على عدد هجماتها على البشر ، فعلينا واجب حماية ستة الاف او اكثر من المواطنيين الذين بتعرضون لهجمات الكلاب ، ولهذا ارى في حال وجود الكلب في منطقة سكنية يقطنها الانسان ، والتي تعني ان احتمالية تعرض المواطن للاعتداء عالية ، عندئذ يحق دفاعا عن النفس قتل الكلب ، واذا رأت الجهات المانحة او مؤسسات الرفق بالحيوان ، هذه الطريقة غير مناسبة للدفاع عن النفس ، فاقترح تزويد المواطنيين في باجهزة للدفاع عن النفس مثل Taser Pulse الذي يستخدمها رجال الشرطة لشل حركة المجرمين . اما بالنسبة لقنص او اطلاق النار على الكلاب في الصحارى او ملاحقتها لقتلها في بيئتها ، فانا غير مؤيد لذلك ، لانها لا تتماشى مع ابسط حقوق الحيوان ، للعيش بسلام في بيئته .
في ظل الظروف الحالية ، وحتى ايجاد الحلول المناسبة ، فان اولوية الدفاع عن النفس ، تأخذ الاولوية على حق الكلاب في الحياة ، وخصوصا اذا قامت بتهديد حياة المواطنيين في اماكن سكناهم او عند تعرضهم للهجوم .
waelsamain@gmail.com