حين يتم تحليل قضية القدس ومقدساتها ومحاولات التهويد والاختطاف الحضاري وتغيير الهوية من قبل الاحتلال فإن مقدسات القدس المسيحية والوجود المسيحي فيها بل في كل فلسطين من العناصر المهمة التي تستهدفها سياسات الاحتلال، فالمقدسات المسيحية تعمل سلطات الاحتلال منذ عقود على الاستيلاء عليها، فالتهويد لا يريد القدس إلا ضمن سياق الأكذوبة الصهيونية.
قبل أيام كان خطاب الملك في الأمم المتحدة، وكان مقصودا أن يؤكد الملك أنه كقائد مسلم وصاحب الولاية على مقدسات القدس معني بالدفاع عن المقدسات المسيحية في القدس، وهي رسالة للعالم المسيحي في العالم أن هناك خطرا كبيرا على هوية المسيحيين في فلسطين عامة والقدس خاصة من سياسات الاحتلال، وأن الدور الأردني الذي تفرضه الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس الإسلامية والمسيحية يجب أن يحظى بالدعم الدولي لأنه يدافع عن هوية القدس والمقدسيين الحضارية والدينية في مواجهة عمليات استهداف منهجية تقوم بها إسرائيل منذ عقود.
والرسالة الأخرى في خطاب الملك تأكيد على أن المسلمين والمسيحيين في القدس يخوضون معركة واحدة ضد سياسات الاحتلال، وأن المسيحيين المقدسيين جزء من المعسكر المناهض لعمليات التهويد، وأنهم بحاجة الى المساندة والدعم العربي والدولي للحفاظ على هوية المقدسات بل كل القدس، وأن الأردن يؤمن ويعمل ضمن الوصاية الهاشمية على دعم صمود المقدسيين مسلمين ومسيحيين في مواجهة سياسات الاحتلال، وهذا الدور ليس في هذه المرحلة بل عبر عقود الصراع على هوية القدس.
ربما يكون مفيدا أن يسمع العالم المسيحي في الغرب موقفا واضحا قويا من المسيحيين العرب سواء في القدس أو الأردن وكل العالم العربي يؤكد على موقف المسيحية العربية في رفض سياسات التهويد ودعم الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس التي تمثل رأس حربة عربية إسلامية ودولية للدفاع عن مقدسات القدس الإسلامية والمسيحية، ولعل انعقاد تجمع مسيحي عربي بدعوة من مسيحيي الأردن وفلسطين وتحديدا القدس لتحقيق هذه الغاية يمثل خطوة مهمة ورسالة في أكثر من اتجاه.
الغد