** نسبة الاقتراع في دوائر عمان لن تزيد على 30 بالمئة حسب ناشطين في الانتخابات ..
اكثر من يعاني من حالة الاستنكاف عن المشاركة في الانتخابات النيابية هم المرشحون خاصة في المدن الكبرى مثل عمان. فقبل ان يقنع مرشح الناخبين بالتصويت له, عليه اولا ان يجادلهم لساعات بجدوى المشاركة واهميتها. وفي معظم الاحيان يصطدم المرشحون بمواقف مسبقة تشكك بنزاهة الانتخابات المقبلة استناداً الى تجارب سابقة, والى شعور بعدم فاعلية مجلس النواب في صناعة القرار.
ولا نتحدث هنا عن المقاطعة واثرها, انما عن حالة شعبية عامة لا يقلل من تأثيرها في المحافظات غير التنافس العشائري الذي يحفز المشاركة بينما تصبح ملموسة في دوائر عمان والزرقاء واربد. اما المقاطعة فان قياس فعاليتها لا يزال مبكرا, خاصة وان الحركة الاسلامية التي تقاطع الانتخابات الى جانب حزب الوحدة الشعبية, وحركات غير منظمة لم تنتقل في قرارها الى مرحلة الدعوة العامة للمقاطعة.
والحكومة مثل المرشحين قلقة من تدني نسبة المشاركة, وستطلق هذا الاسبوع حملة اعلامية لتشجيع الناخبين على المشاركة, على غرار الحملة التي اطلقتها في مرحلة التسجيل للانتخابات وحققت في حينه نتائج ايجابية. لكن المهمة هذه المرة تبدو اصعب, فاذا كان من السهل اقناع المواطن بالتسجيل, مع كل التسهيلات المتاحة, فان من الصعوبة بمكان اقناعه بالخروج من بيته في يوم عطلة للتصويت.
العبء الاكبر سيقع على كاهل المرشحين ولجانهم الانتخابية وذلك بالعمل على تقديم كل التسهيلات اللوجستية الممكنة لحشد الناخبين واحضارهم من بيوتهم لمراكز الاقتراع ومن ثم اعادتهم معززين مكرمين.
ويراهن المراقبون على انطلاق الحملات الانتخابية بشكل رسمي هذا الاسبوع لرفع درجة الاهتمام بالانتخابات, وبالتالي تحفيز المواطنين على المشاركة لكن وباستثناء عدد من المرشحين لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة في دوائر عمان الذين يمكن لهم ان يجتذبوا الناخبين طوعا, فان اغلبية الاسماء المتداولة هي مرشحون عاديون لا يحملون تاريخا في العمل العام ولا يعدون من الشخصيات العامة او »النجوم« القادرين على اجتذاب الناخبين والمؤيدين.
ولا يعرف ما اذا كانت القوائم الحزبية المشاركة في الانتخابية قادرة على ادارة حملات انتخابية جاذبة او انها تملك حضورا في الشارع سيعبر عن نفسه عند صناديق الاقتراع, فقد ظلت هذه الميزة مقتصرة على الاسلاميين باعتبارهم الجهة الاكثر تنظيما وقدرة على حشد الناخبين. التوقعات متواضعة ازاء نسب المشاركة في المرحلة التحضيرية للانتخابات, فحسب مرشحين وناشطين في دوائر عمان لن تزيد نسبة الاقتراع على 30 بالمئة.
لكن ما زال يفصلنا عن الانتخابات اكثر من شهر وهذه النسبة مرشحة للارتفاع, كما هي مرشحة للانخفاض ايضا.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم