البتراء والمحافظة على الانجاز ..
08-07-2007 03:00 AM
يا عروس الصحراء الخالدة
يار ارض الانباط الباقية
الف مبروك من شعبك
يا غالية ….
وانت يا ابن الاردن الغالي …
نقبل اياديك ….البانية...
ويكفيك فخراً انك ....
من اسرة هاشمية سامية.بالامس طرز اسم البتراء باحرف من ذهب اردني حينما تم اختيارها لتكون احدى عجائب الكون الجديدة والتي كانت يجب ان تكون من قديمها لولا غيرة اليونانيين الذين حلموا بها وتحولت احلامهم الى سراب الامر الذي جعلهم يستثونها من اختياراتهم عقاباً لهم الا ان المواطن (البتراوي) الاردني ابئ الا ان تكون هذه التحفة الحضارية شمساً تشع وتبهر لتبين عزم وقوة هذا الشعب وانه لا يفرط بحق وان طال الزمن.
ان هذا الفوز الكاسح الباقي في ذاكرة البشرية ما هو الا فوز لكل اردني حر مؤمن بمقدرة هذا الشعب وقوتة وهو كذلك اختيار لجيع المدن الحضارية الاردنية دون استثناء من جرش الى عجلون الى ام قيس الى رم الى عمان الى اربد والمفرق والطفيلة والشوبك والزرقاء .
الا ان الحفاظ على هذا الانجاز يتطلب منا حكومتة وشعباً السير قدماً في ايجاد حلولاً جوهرية وفعالة تسهم بالتخلص من بعض المظاهر السلبية التي تقف مسيئة للوطن وسياحتة والتي باتت تؤثر في هذا القطاع الامر الذي لفت انتباة السياح النفسهم الى هذه المعضلة بخاصة الاجانب منهم كاستغلال التجار للسياح من سائقي حافلات والتكاسي بانواعها الى اصحاب المحال الحرفية والاثرية الى اصحاب المطاعم من خلال مضاعفة الاسعار اضعافاً مضاعفة وهذا ليس من نسج الخيال بل هو من واقع الحالة المزرية التي تشهدها مناطق الاردن.
ففي الاسبوع الماضي كنت قادماً الى عمان قادماً من محافظة جرش حيث توقفت منتظراً صديقاً لي يقلني الى عمان عند (دوار باب عمان) وبمخض الصدفة تواجد هنالك عدد من السواح الاجانب يريدون الوصول الى عمان لاستكمال رحلتهم في ربوع الاردن وفي هذه الاثناء جاء احد سائقي الباصات الصغيرة والتي يكتض بها لمكان المذكور لغياب الرقابة ومللها من المتابعة كون ان العقاب لم يجدي نفعاً مع اصحابها ... طبعاً هؤاء يعملون على الخط المذكور متحدين القوانين التي تمنع ذلك ... الى ان جاء احد هؤلاء الى السياح سائلاً الياهم عن مكان وجهتهم حيث اجابوة بعربية "مطبشة" Go Amman ليعرض عليهم خدماته لايصالهم مقابل مبلغ من المال وحيث انني كنت منتظراً صديقي تمالكني الفضول وقررت ان اركب مع هؤلاء السياح الاربعه والذين تكدسوا فوق بعضهم في مقعد لا يتسع الى 3 اشخاص ،وعلى الرغم من ضيق المكان الذي جاء الى جانب السائق والقريب من الغيار ! الذي اكل من جنبي "لا شئ اخر"حيث بادر السائق المحترم "المدقدق"الى استقدام راكب اخر لجاني مما حال دون اطلاق كامل حريتي التي اغتصبت ... طبعاً للامانة وقبل ان انسى صار عدد الركاب 6 ركاب وسار الباص بامان الله ورعايتة حيث انني شهدت اكثر من مرة ليس خوفاً من الموت بل الانني اريد الموت طبيعاً غير مشكوة.
وليست هذه المشكلة والطامة الكبرى بل المشكل جاءت خلال المسير والذي شعرت في هذه اللحظة انني مساعد لسائق "رالي"يسارع الوقت بهدف الوصول لنقطة النهاية بزمن قياسي هذا من جانب ومن اخر فقد جاءت الاجرة على غير المتوقع على حسب الحال على حد قولة. ليس لانني اتجرع الطفر ولا لانني اشرب كؤوس اليأس بل لانني اردني ولي معاملة "سبشل" خاصة طبعاً - قص علي هنا ربع دينار – تختلف عن الاجنبي السائح الذي يصور على اساس انه كيساً متحرك من النقود لا حارس علية يجب الحصول علية وتكبير "الكمشة" باكبر قدر ممكن "المهم يا اصدقاء" طلب السائق من الركاب "الخرفان" على حد تعبيرة المتعارف علية ما بين اقرانه! 5 دنانير من كل واحد منهم اي بحسبة بسيطة تساوي 20 دينار الى جانبي انا وذلك الرجل الذي خنقني برائحتة دخانة "الهيشي" شو بدكو بطول السيرة بيني وبينكو ونفسي قلت تضرب الصحافة وسنينها هيك شغل بخليني خلال سنة من اصحاب رؤوس الاموال "وكمان" فكرت انه اذا قرر الوزراء الموقرون التخلي عن كراسيهم وتحول لسائقين على خط عمان جرش او حتى عمان اربد لانه "اطول"! افضل واربح انه الوزير الله يعطية العافية ما بيقدر يطلع في اليوم ذي هذا السائق.
ودفع السواح وهم يتبسمون بابتسامات صفراء تحمل وراء خوفاً من هذا "الموشم بحياتي عذاب"والسائق يضحك باعلى صوتة حتى انه "ريالته سالت" حتى انني قلت له ووافقني ابو الهيشي "مش حرام عليك يا ابن الاحلال!"فرد قائلاً "وانتو شو دخلكوا" شو انت وصي عليهم والله "هَسع" بخلي اجارك يلي كنت دافعه اصلاً 1.5 . الله يكثر الاجانب ويخلصني من "اشكالك" قطاعين الارزاق !
لتنتهي لقصة عن هذا الحد ووصلنا الى عمان باسرع ما يمكن وبأقل من الزمن القياسي المسجل باسم "ابو الراشدة"سالمين غانمين حامدين الله على السلامة والسياح .
طبعاً هذا جزاء من القصة اما الجزء الاخر فهو حديث هذا السائق مع هؤلاء السياح بانجليزية "بايخة"محطمة يخجل لسان القلم عن ذكرها .
هذه ما هي جزء يسير من الصورة التي يعاني منها السائح القادم الينا الامر الذي يجيب على السؤال لماذا لا يعود مرة اخرى .
هذه الظواهر ومنذ زمن واضحة للعيان تنتشر في اغلب المواقع الاردنية بحيث بات حتماً وواجباً على اصحاب القرار ان يتخذوا الاجراء الصارم والجازم بغية التخلص من هذه الظواهر .
اجل فرحنا من اجل فرحاً لا حدود له ورفعنا رؤوسنا "المرفوعة اصلاً" شامخة كوننا اردنييون قولا وفعلا هاشميين ولاءٍ وانتماء باقن على العهد مفتخرون بالانجاز الى ان يرث الله الارض والسماء.