احداث كثيرة وظواهر فلكية ومحطات سياسية ومنطلقات محلية سيشهدها شهر نوفمبر تشرين ثاني القادم والذي يتوقع أن يستهل هلاله بالانتخابات النصفية الامريكية ومن ثم انتخابات الكنيست الاسرائيلية اضافة لافتتاح المونديال في قطر والقمة العربية في الجزائر ومؤتمر التغير المناخي فى شرم الشيخ وافتتاح الدورة البرلمانية الاردنية بينما يرافق هذه الاحداث جمعيها ظاهرة فلكية استثنائية تقوم على خسوف كلي للقمر الذي يتوقع حدوثة في الثلث الاول من شهر نوفمبر القادم.
وكل هذه الاحداث تأتي متزامنة ومكثفة البعض منها ما هو طبيعي واما الاخرى فجاءت مرسومة لتكون في شهر تشرين ثاني نوفمبر القادم كما يصف ذلك بعض المحللين وهو ما جعل من هذا الشهر شهر الاكتظاظ وفيه علامات من التكوين نتيجة كثرة احداثه والتي اصبحت بحاجة لحماية ذاتية من تداعيات ظواهر التجمهر في الاحداث التي غالبا ما تولد اسقاطات فيها من متغيرات لكن من المؤكد انها ستولد انعكاسات ذاتية او موضوعية وهذا ما يجعل من الشهر القادم شهر تراكم الاحداث مع اشتداد حالة المخاض.
فالانتخابات الامريكية إن بقيت دون مفاجآت تذكر فان الحزب الجمهوري يتوقع ان يأخذ سدة الرئاسة في الكابيتول وهذا ما يعني اقتسام للسلطة بين الحزبين الديموقراطي في البيت الابيض والجمهوري في بيت القرار في الكونغرس وهو ما يعني ايضا بناء جملة من التوافقات السياسية قد تحمل فصل او مفصل جديد في المشهد السياسي العالمي.
حالة التوافق هذه عندما تتكون فانها تقود بالغالب لتنفيذ جملة سياسية جديدة متوافق عليها من الجميع او استدعى التوافق
عليها من كل الاطياف المشاركة في بيت القرار الامريكي ولعل السؤال الذي يفرض نفسه هنا على ماذا يستوجب التوافق وعلى
اية بوصلة سيكون الاتجاه والتي تأتي بعد سياسة المناورة بالذخيرة الحية التي قامت بها الادارة الامريكية طيلة المدة الماضية واستدعت قضم شعبية الحزب الديموقراطي الحاكم الذي كان من المفترض ان يراكم عليها بدلا ان يقوم بخفضها الى الواقع الحالي.
واما الاستفسار الاخر فهو يأتي من نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي يتوقع ان يفوز فيها حزب الليكود وائتلافه في الصناديق
لكن لن يكون بمقدور نتنياهو تشكيل الحكومة لاسباب موضوعية ويتوقع ان يقوم بتشكيلها تكتل حزب الجيش الذي يتزعمه غانتس وزير الدفاع السابق وهذا ما يعني ان هنالك استخلاص بدأ بالتكوين بحاجة لقرار حازم يتطلب من الجيش ان يتخذه على الصعيد السياسي وليس على المستوى العسكري.
واما القمة العربية إن لم يتم ارجائها فإن انعقادها في الجزائر يحمل دلالات سياسية وذلك لقرب الجزائر من الاتحاد الروسي سياسيا ومن اليمين الايطالي والفرنسي وكذلك من سياسات الحزب الجمهوري اليمينية المنسجمة مع سياسات اليمين الاوروبي والروسي وهذا يشكل معاني ضمنية للنظام العربي لاسيما وان الجزائر ستكون رئيسة للقمة العربية في الدورة القادمة وهو ما يجعل من رسالة انعقاد القمة في الجزائر يحمل مدلولات سياسية تؤثر بنتائجها على حواضن الاستجابة.
ولعل مونديال قطر الذي ينعقد وسط مناخات مشدودة على الصعيد الدولي يتوقع ان يحقق شهر انعقاده مفصل سياسي يتم عبره اسدال الستارة عن فترة ودخول العالم بجوانب اخرى وهذا ما يفسره بعض المتابعين بالفاصلة السياسية التي تأتي بين مرحلتين يسدل المشهد على ما قبلها ويفتح مشهد ما بعدها.
واما قمة شرم الشيخ للتغير المناخي التي تعتبر ارضيه توافق عالمية فانها تعتبر مؤتمر شرم الشيخ قمة للمناخ السياسي وليس المناخ البيئي كونها تنعقد فى مصر وسيحرص على حضورها الجميع الامر الذي يجعلها تشكل محطة اجماع عالمي بعد حالة الانقسام التي سادت العالم منذ عامين نتيجة اندلاع حرب أوكرانيا التي كونت معسكرين متضادين بين الشرق والغرب في شمال العالم..
ووسط هذه الاجواء الحادة سيكون الاردن على موعد مع افتتاح الدورة البرلمانية العادية لمجلس الأمة وهو ما يجعل من موضوع افتتاح مجلس الأمة بهذا التاريخ يشكل علامة فارقة للنهج الديموقراطي والتعددي المرن الذي اختطه جلالة الملك ليكون قادرا على التعاطي مع المستجدات مهما بلغت بحديتها واشدت منعطفاتها فان البرلمان يبقى يشكل ذلك الجامع الآمن للتعددية السياسية ويجسد حالة التطلعات الشعبية بما يبقي المجتمع الاردني في حالة منعة مستقرة مستدامة.