لقاء الملك مع سياسيين قراءة لمرحلة مهمة
نيفين عبد الهادي
03-10-2022 12:51 AM
قراءة لمرحلة مهمة وضعها جلالة الملك عبدالله الثاني أمس أمام عدد من الشخصيات السياسية، لتغادر الكلمات مكانها الساكن نحو مواقف عملية ورؤى ملكية لم تقف عند حدود جغرافية سواء كان محليا أو حتى اقليميا، إنما طرحت على محافل دولية وفي عواصم صناعة قرار دولي، لتبدو الصورة السياسية والحدث السياسي واضحا ليس هذا فحسب إنما ايضا خاضعا للنقاش من قبل شخصيات لها باع طويل في العمل السياسي والدبلوماسي.
لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني أمس في قصر الحسينية، مع شخصيات سياسية، ووضعهم بصورة نتائج جولته الخارجية خلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة وإلى اليابان، وما سبقها من زيارة إلى فرنسا، ومباحثاته مع عدد من قادة وزعماء دول العالم، لقاء بحجم تطورات المرحلة وتغييراتها المتسارعة، لقاء حمل مضامين كاملة لجولة جلالة الملك، وما تضمنته من محطات ولقاءات وحوارات هامة جدا، ووضعت العالم بالصورة الحقيقية لقضايا الاقليم تحديدا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
جلالة الملك وضع الشخصيات السياسية بصورة ما ركزت عليه لقاءات جلالته حيث «ركزت على حماية المصالح الأردنية وتناولت التطورات التي تشهدها المنطقة، لافتا جلالته إلى أن الأردن سيواصل تحركاته في المرحلة المقبلة من أجل قضايا المنطقة وتفعيل التعاون الاقتصادي في الإقليم، وشدد جلالته على أن الأردن ثابت على مواقفه بضرورة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على أساس حل الدولتين»، ليجعل جلالته من قضايا المرحلة والاقليم حيّة بشكل عملي في طرحها ووضع رؤى واضحة وبلغة عالمية للخروج بحلول لتحديات ومشاكل الاقليم وتحدياته، بصورة عملية، وفي حديث جلالته أمس انعاكاسات مباشرة لأهمية جولة جلالته قبل أيام، وأهمية ما ركزت عليه وشملته.
جلالة الملك يجدد الحرص الأردني على استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وكذلك يجدد «التأكيد على استمرار الأردن في القيام بواجب حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، مؤكدا على ما جاء في خطابه أمام الأمم المتحدة الشهر الماضي»، فهي الثوابت الأردنية التي طالما يؤكد عليها جلالته ويضع فلسطين على طاولة البحث الدولية، ويدفع بها لتكون دوما أولوية دولية وفي أهم المحافل الدولية، فهي القضية المركزية التي سيقود حلّها لحلّ غالبية مشاكل المرحلة.
لقاء جلالته أمس أعاد التأكيد على أهمية جولات جلالته الدولية، والتي من شأنها إعادة الحياة لقضايا المنطقة، وتحديدا القضية الفلسطينية التي لم تعد في أغلب النقاشات اليوم أولوية، لتعود في الأسطر الأولى من أجندة العالم وتحظى باهتمام بحجم أهميتها وأهمية ايجاد حلول عملية لها تحمل عنوان السلام الذي تنعم به الأرض الفلسطينية ومن ثم العالم بأسره.
وفي الشأن الاقتصادي، لفت جلالته إلى أن «الأردن يسعى من خلال التعاون مع الأشقاء في مصر والعراق، وكذلك في المشاريع الإقليمية، لبناء شراكات اقتصادية تنعكس نتائجها على المنطقة وتسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية»، وفي هذا الشأن شدد جلالته على حضور فلسطين في هذا الحراك الاقتصادي بتأكيد جلالته «على أن الأردن يركز دوما على ضرورة شمول الأشقاء الفلسطينيين بمشاريع التعاون الإقليمي، باعتبار تعزيز الجانب الاقتصادي أحد أهم المقومات للدولة الفلسطينية المنشودة، لتعزيز صمودهم على الأرض، والتخفيف من التحديات الاقتصادية التي تواجههم»، وصفة أردنية انسانية وطنية تجذّر المساندة الأردنية لفلسطين بشكل عملي ودمجه حلوله الاقتصادية مع الأردن والإقليم، ففي حديث جلالته بهذا الجانب رسالة ملكية للعالم بأن الأردن مع فلسطين عملا لا قولا.
الدستور