السعودية بعهد الأمير محمد بن سلمان
نسيم عنيزات
02-10-2022 11:41 AM
تمكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من كسب الرهان وصفع المراهنين والمتربصين، محققا نهضة تنموية سعودية في مختلف المجالات، ووضع المملكة على طاولة الحوار العالمية، كلاعب اساسي مؤثر، لها حضورها ومكانتها.
فعلى المستوى الداخلي حقق الأمير الشاب الكثير للمملكة محدثا مستجدات كثيرة، كما ادخل متغيرات استراتيجية دون المساس بالقيم المجتمعية الأصيلة، موازنا بين الحداثة والاصالة، وملامسا لشعور الشعب وما كانوا يحدثون به أنفسهم.
والمتابع للتطور يشاهد مدى النهضة التي تحققت بعهده بعد ان أطلق خطته 2030 التي تسير بخطى ثابتة ضمن المخطط، ان لم تكن بوتيرة أسرع، لينقل المملكة من الاعتماد على النفط ذي الاسعار المتقلبة الخاضعة للسياسة وتقلباتها، والصراعات الدولية، الى دولة جاذبة للاستثمارات متعددة الموارد.
وفيما يتعلق بالمرأة السعودية وحقوقها وما كانت تتبجح به بعض المنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، وتصدر تقاريرها بتعليمات دولية للضغط على المملكة، فقد شهدت المرأة بعهده ما لم تشهده من قبل، بعد ان مكنها ومنحها كل ما كانت تتطلع له، وتحلم به، مع الحفاظ على مكانتها واحترام وجودها في كل مكان.
ودوليا استمرت المملكة بعهده على التوازن والوسطية بعلاقاتها المتوازنة مع دول العالم، وعدم التدخل بشؤون الغير مقدما مصالح دولته الوطنية، على اي حوار او تحالفات، دون املاءات او انتظار اشارات.
سياسة حكيمة انتهجها الأمير الشاب الذي أبهر العالم بحنكته وحسن تدبيره، ليجعل من السعودية لاعبا أساسيا في ملعب السياسة العالمية، رافضا مقاعد الاحتياط أو المتفرجين، التي قبل بها غيره كالدول الاوروبية التي تسير خلف الولايات المتحدة الأمريكية وقراراتها، دون تفكير او مراعاة لمصالحها، وها هي تتجرع مراراتها، وتحصد ما اقترفته ايديها، من مرارة التضخم وارتفاع اسعار الطاقة التي ستدفع بشعوبها للانقلاب عليها بعد ان لهث قادتهم خلف امريكا، مقدمين الحطب وقودا للحرب الروسية الأوكرانية التي تديرها الولايات المتحددة لأمريكية.
في الوقت الذي رفضت به المملكة الانحياز او الوقوف في طابور المعسكر الامريكي على الرغم من علاقتها الاستراتيجية بها، ولا السير الى جانب الروس، استنادا وانسجاما مع مصالحها التي يراها الأمير الشاب بعيون سعودية فقط.
في الوقت الذي كان الكثيرون يلهثون ويتسابقون لترجمة إشارة أصابع الرئيس الأمريكي جو بايدن ليفوزوا بشرف السبق في التنفيذ، دون تفكير او مراعاة لمصالح شعوبهم، وكان ابن سلمان من الزعماء القلائل الذي تحاور معه على طاولة سعودية طارحا ملفاته وشروطه عليها.
مقدما مصالح دولته، دون ان ينظر إلى الخلف، لأنه لا يرى إلا السعودية ومصالحها.
وبحنكته السياسية التي كما قلنا سابقا فاجأت العالم بقدرته على الحوار وجرأته على الطرح لما يختزنه من ملفات وما يملكه من نقاط قوة يستخدمها دون تردد، ابقته محط انظار وترقب.
وبعد مضي 7 شهور على الحرب الروسية الأوكرانية لم يحسب على طرف، ولم يسجل عليه انضمامه لأي معسكر.
انها السعودية بعهد الأمير محمد بن سلمان.
"الدستور"