يقولون إن الزمن تغير وغير كثيرا من القيم والعادات والسلوكيات والغايات والاهداف، ولكن الحقيقة ان الانسان هو الذي تغير بما صنعه من تقنيات وآلات وفكر ملوث وانه هو المسؤول عن انتشار الآفات الاجتماعية إذ انها صنيعته ومهنته ومهمته التي اغرقت المجتمع بما هو غريب عليه وانه أدار ظهره لصنائعه وتركها تصول وتجول وتأكل اخلاق المجتمع وقيمه ومقاصده النبيلة.
نتصبح بجرائم قتل يقترفها الآباء بحق الأبناء والازواج بحق الزوجات والأبناء بحق الآباء والزوجات بحق الأزواج والإخوان بحق الأخوات، وما إلى ذلك ما بين الأصول والفروع ومع الاغراب.
وهذه الجرائم تقع لغياب التحصين الأخلاقي والعقدي وغياب أصول وقواعد الاحترام والمعاملة الطيبة ونكران الجميل والفضل وانتشار آفات المخدرات والخمر ووسائل التشجيع على ارتكاب الجريمة ومنها البطالة والفقر وفقدان السيطرة على الذات.
وينتشر الكذب والتدليس والخداع والاحتيال ونقض الوعود والعهود وممارسة الرذيلة وترك الفضائل بحيث اضحت مثارا للتندر والاستهزاء والسخرية والقطيعة.
إن المجتمع بحاجة إلى إعادة صياغة سلوكه واخلاقه وقيمه بحيث تزرع من جديد عبر وسائل التربية والتعليم والاعلام وجميع الوسائل المتاحة لنقض الواقع المرير وغسله وتطهيره من البراثن والويلات آلتي المت به ليعود إلى رشده وصوابه.