"لا حصانة للفساد .. ولا مكان للمفسدين"
د. طلال الزبن بني صخر
30-09-2022 05:05 PM
موضوع الفساد المالي والإداري من أكثر المواضع أهمية لما يتمتع به من حساسية بالغة، وماهو إلا مظهر من مظاهر الصراع الإجتماعي والسياسي على مر العصور، وهو من أخطر أنواع الفساد على الإطلاق لأنه يصيب الدول بالشلل التام ويجعل الجهاز الإداري غير قادر على النهوض بالمهام المطلوبة منه، فماهو إلا سوس ينخر في جسد الأمة ويؤثر في كيان المجتمع.
لقد شهد ملف مكافحة الفساد في الأردن تطوراً ملموساً تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك، وانطلاقاً من إدراك هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بمدى خطورة وتأثير الفساد على جميع الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية.
المراقب لعمل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد خلال الفترة الماضية يرى انها تعمل على عدة جوانب للوقوف في وجه الفساد المالي والإداري، أهمها الجانب الوقائي والجانب العلاجي حيث تمثل الجانب العلاجي في سد الثغرات المؤدية إلى وقوع الفساد، ورصد مؤشرات الفساد، والتوعية والتثقيف والرقابة، وتفعيل المنصة الإلكترونية من خلال التطبيق الإلكتروني الذي اطلقته الهيئة مؤخراً وكشف مكامن الخلل.
أما الجانب العلاجي يعمل على العديد من المحاور أهمها التحري عن أوجه الفساد، وتلقي بلاغات المواطنين عن المخالفات والتجاوزات المالية والإدارية، ومتابعة سير الإجراءات في هذا الشأن، ومتابعة ايضاً مدى قيام جميع الجهات بتطبيق الأنظمة المجرمة للفساد المالي والإداري، ومتابعة تنفيذ التعليمات المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين.
بعد العديد من إنجازات الهيئة خلال الفترة الماضية ومنها تعيين ضباط امتثال في مختلف الوزارات والدوائر والمؤسسات، وإطلاق العديد من الحملات الإعلامية الناجحة مثل حملة الإبلاغ عن الرشوة وحملة الواسطة والمحسوبية، وإطلاق التطبيق الإلكتروني الذي سعاد على خلق مشاركة فاعلة مع الجميع، وعقد العديد من الشراكات والاتفاقيات، جاء بعدها إطلاق مؤشر النزاهة الوطني بتشاركية مع القطاع الخاص المتمثل بمركز الحياة _راصد والذي يركز على تطوير الرقابة على الجهاز الإداري الحكومي، بحيث يشكل خطوة مهمة ومعززة للإصلاح الإداري، ويكرّس ثقافة النزاهة والحاكمية الرشيدة التي تحدث النهضة المنشودة في جميع القطاعات.
وأخيرا الجميع يتفق على أن الفساد من الأمراض التي أرهقت الأمم والشعوب، وهو السبب الرئيسي في هدم اركان الدول، والفساد يعني الخروج عن القانون ، و كذلك يعني التعمد في ظلم الآخرين و أكل مالهم و سرقة مستحقاتهم ، و للفساد سبل يتبعها المفسدون ليحصلوا على ما يريدونه من مال أو سلطة أو مصلحة و في وقتنا الحاضر أصبح الفساد ظاهرة تهدد الدول و المؤسسات و من الصعب إنهاؤها كلياً لأن من يحاربها سيواجه الكثير من العوائق و الصعوبات، لذلك نقول لرئيس مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد الدكتور مهند حجازي وأعضاء المجلس وجميع الكوادر القضائية والفنية والإعلامية جهودكم جبارة واصبحنا نلمس اثرها الإيجابي على ارض الواقع، الجميع معكم ويساندكم ويقف خلفكم في محاربة هذه الآفة الخطيرة بجميع أشكالها ويجب ان نكون يداً واحدة في القضاء على الفساد وبأقرب وقت لبناء مستقبل مشرق وتأمين حياة أفضل، لا حصانة للفساد.. ولا مكان للمفسدين.