الأحفاد "وما أدراك ما الأحفاد " هم ألعاب الأجداد وثورة حب ، ولوحة جمال نقشت على أيدي عبقري ماهر، وهبت لأجل قلوب الأجداد …
الأحفاد تلك الأيادي الصغيرة التي صافحت الأيادي ذات التجاعيد والعروق البارزة لتعيد لهم دورة الحياة من جديد ..وهم فرحة البيوت العتيقة وأركانها وزواياها…
الأحفاد: هم الهدية القيمة والثمينة من الله إكرامًا لشيخوخة الأجداد وتقديرًا لهم …وهل لعطاء خالقنا حدود!؟
الأحفاد، هم الماضي ، والحاضر والمستقبل ، وحملة التراث والقيم .. وهم قناديل بيوت الأجداد لتصبح أكثر هدوءًا ولطفًا وأكثر دفئًا..
لم يسلم حائط من حيطان بيوت الأجداد إلا وكان لهم بصمات جميلة من بصماتهم ، ولا ركن من أركان البيت إلا وقد اختبؤوا فيه؛ لكي يتواروا عن أعين أجدادهم لأجل اللعب والإثارة والبهجة ..
مِن يجرؤ أن يقتحم الموانع في حياة الأجداد ويتسلق الأشجار والشبابيك والأسطح ، والعبث بأغراض الأجداد الشخصية وينثروها أرضا وجوًّا ، بل ويصنعوا منها طائرات نفاثة عمودية تهبط بشكل اضطراري، فوق ظهور الأجداد أثناء الصلاة، والتكبير والتهليل والابتسامة تعلو وجوه الأجداد استسلامًا وفرحًا واعترافًا بعودة حياة أكثر جمالًا من الماضي..
"لله درّك “ عندما يلعب الأجداد مع الأحفاد لم تدري أيهما الولد ، وأيهما الصغير من الكبير.
تجنيد إجباري مسلح، وتعبئة عامة مع احتمالية استدعاء الاحتياط لجميع أفراد الأسرة استعدادًا لحدوث أي طارىء حال اجتماع عدد من الأحفاد لدى بيوت الأجداد..
دموع تجري كالأنهار وآهات وأوجاع إذا اشتكى الحفيد من وخزة شوكة أو تعثر بشيء أثناء السرعة الزائدة والتهور خلال الركض واللعب ، دون تحرير مخالفة أو تعهد بسبب السرعة أو الاصطفاف المزدوج وإعاقة الحركة بسبب تراكم الألعاب وغيرها من أثاث البيت..
مشاعر وأحاسيس لا يمكن تفسيرها ونقلها بأمانة للآخرين وإيجاد مبرر لها إلا حينما يهبك الله هذه النعمة …إنهم البلسم والدواء ، إنهم الحب والدفء والحنان ..إنهم كل شيء وبدونهم لا شيء ..إنهم ملائكة الرحمة وعصافير الحب ..ألا يستحق هذا الحب العظيم أن يُخصص له يوم باسم " اليوم العالمي للأحفاد " أو عيد الأحفاد العالمي ..وإن كانت أيامنا جميعها عيد بوجودهم ..
حمى الله أبناءكم وأحفادكم ..ورزقكم الأبناء والأحفاد الصالحين.
وتهنئه من الاعماق الى سعادة جميل النمري والدكتورة منار على كرم الله لهم ويتربى بعزكم