سادت بعض العادات الموروثة ردحا من الزمن واصبحت عرفا لا يمكن تجاوزه او اهماله لانه يشكل غريزة أدمن عليها الناس واصبحت لصيقة بشخصياتهم وتفكيرهم ومشاعرهم واحترام كرامنهم، وربما كانت هذه العادات من الضرورات الاجتماعية او الأمنية حينما كان سلطة العشيرة قائمة من كل وجه ولم يكن هناك بديلا آخراً.
ومن هذه العادات العطوة العشائرية في جرائم القتل والشرف والايذاء وما إلى ذلك، وتشربها الناس واصبحت مظهرا معتبرا في حياتهم واستمرت على نحو رتيب على الرغم من التطور والتحضر وحضور سلطة القانون والاجهزة التي تقوم على تنفيذه.
أما وقد تطور الحال وترسخ حكم القانون والاجهزة الأمنية القوية القادرة على حماية الناس وحفظ امنهم وردع كل من تسول له نفسه العبث بأرواح الناس واستقرارهم وصيانة كرامتهم ومنع الفوضى بالقوة اللازمة، فقد بات من الضروري إلغاء العطوة العشائرية وترويض الناس على الاستغناء عنها وترك الاحراجات والعفو عن المجرمين تحت وسائل الضغط الاجتماعي والمحاباة وما ينجم عنها من فقدان الحقوق وتكريس الاجرام أملا في الافلات من العقوبات.
إن قرارا جريئا ينهي هذة العادة لن يترتب عليه أي أثر سلبي بل على العكس من ذلك تماما سيلقى الترحيب وسيعتاد عليه الناس طالما ان العطوة لا صلة لها بحكم القانون والتقاضي وفض النزاعات بين الناس.
ومما يعزز النتائج الايجابية لحكم القانون هو تغليظ العقوبات على مرتكبي الجرائم وخاصة المكررين منهم وتفعيل عقوبة الإعدام في جرائم القتل العمد.
نعم نتطلع إلى اليوم الذي يغسل فيه المجتمع من رواسب الماضي وآثاره السلبية ونحن في سباق مع الزمن والتحضر والتطور.