مع دعوة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلى عقد جلسة للمجلس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم الخميس، يلتئم المجلس لينتخب خلفاً للرئيس العماد ميشيل عون الذي تنتهي ولايته في تشرين الاول المقبل.على الرغم من عدم وجود توافق سياسي على مرشح بعينه وتضاؤل الفرص بشأن نجاح التصويت.

ويبدو السؤال حول إمكانية إستكمال عملية الانتخاب في جلسة اليوم، ام ان الوضع سيكون مثله مثل المرات السابقة التي كان يستعصي على النواب انتخاب رئيس جمهوريتهم، لأسباب المماحكة السياسية.

هذه الدعوة اربكت الكتل النيابية التي باشرت اتصالات سريعة لتنسيق الموقف عشية الجلسة، في ضوء عدم التوصل بعد إلى بلورة هوية الرئيس العتيد لا على جبهة الكتل السيادية والتغييريية ولا على جبهة حزب الله وحلفائه، الا ان كلّ الكتل تتّجه إلى حضور جلسة انتخاب الرئيس يوم غد ولن تكون هناك أي مقاطعة من قبل الكتل، ويبدو ان الإسم المرجح للتصويت له من قبل “القوات” و”الإشتراكي” و”الكتائب” و”التغييريين” قد يكون صلاح حنين وهو مقبول من قبلهم.

ولكن هناك أكثر من مرشح في سباق الرئاسة اللبنانية، منهم رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية هو أحد أبرز المرشحين والمرشح شبه الدائم للرئاسة، وتشير المعلومات إلى أن موافقته على انتخاب الرئيس عون عام 2016 أتت بعد وعود تلقاها من حليفه «حزب الله» بأنه سيكون «الرئيس المقبل».

وهناك، رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل أحد المرشحين لرئاسة لبنان وهو صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، وتولى رئاسة التيار بعد عمه، ويتهمه خصومه بأنه «الرئيس الظل» في عهده.

وكغيره من رؤساء الأحزاب الموارنة يطرح اسم رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كمرشح للرئاسة رغم اقتناع معظم الأفرقاء بعدم حظوظه لأسباب سياسية ترتبط بشكل أساسي بخصومته مع «حزب الله».

ويعتبر العماد جوزيف عون قائد الجيش اللبناني مرشحا طبيعيا لرئاسة الجمهورية، وهو الماروني الذي يتولى رئاسة المؤسسة العسكرية التي سبق أن أوصلت عددا من الرؤساء إلى هذا الموقع.

وأيضًا هناك الدكتور جهاد أزعور الذي يتبؤا منصب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، والسياسي والأكاديمي دميانوس قطار الذي شغل منصب وزير البيئة وشؤون التنمية الإدارية في حكومة حسان دياب قبل استقالة الحكومة على خلفية انفجار مرفأ بيروت، والوزير الأسبق زياد بارود، هو سياسي وحقوقي لبناني وناشط في المجتمع المدني.

وتتضمن قائمة المرشحين ايضاً، السفيرة السابقة في الأردن تريسي شمعون، والأكاديمية الناشطة مي الريحاني.

وشهد لبنان شغورا طويلا في منصب رئيس الجمهورية ثلاث مرات: كانت الأولى بين سبتمبر 1988 ونوفمبر 1989، بعدما ترك الرئيس اللبناني آنذاك، أمين الجميّل، منصبه، تراك البلاد تعيش فراغا رئاسيا وانقساما بين حكومتين واحدة مدنية وأخرى عسكرية، بعدما فشل البرلمان في اختيار مرشح بديل للجميّل، في خضم الحرب الأهلية الطاحنة، وشهد لبنان بين نوفمبر 2007 ومايو 2008 فراغا رئاسيا بعدما انتهت ولاية الرئيس إميل لحود، والسبب أيضا هذه المرة هو عدم التوافق على خليفة للرئيس المنتهية ولايته، أما الشغور الرئاسي الأطول فكان بين مايو 2014 وأكتوبر 2016، وبلغ 29 شهرا، وبدأ الشغور عندما انتهت ولاية الرئيس ميشال سليمان، ولم ينته إلا بعد انتخاب ميشال عون رئيسا للبلاد.

ويبقى ان المرشح التقليدي بحاجة إلى صفقة سياسية ما وتسوية كي يصل إلى كرسي الرئاسة، فيما هناك سياسيين يُعتبرون مرشحين غير تقليديين.

عموماً، وبحسب الدستور، يُنتخب الرئيس بالاقتراع السرّي بغالبية ثلثَي أعضاء مجلس النواب في الدورة الأولى، بينما تكفي الغالبية المطلقة (النصف+1) لانتخابه في دورات الاقتراع التي تلي ذلك.

والسؤال الاهم، هل ينتخب مجلس النواب اللبناني رئيس الجمهوريه في جلسة اليوم؟، ام ان هناك رأي آخر؟.