لأ أشكُّ لحظة ان أكبر حزب في الاردن هو «حزب النميمة»، ولا ينافسه في هذا المجال سوى «حزب التنابل»، ولا أدري إن كان (احدهما او كلاهما) سوف يتحالفان لتشكيل «حكومة» موحّدة.
وكلما رأيتُ « التسارع و السرْبَعَة» في الشوارع كل صباح و "الزّحام" وما يتخللها من «شتائم» تعبّر عن «حالة الاستعجال» من أجل الوصول الى «اماكن العمل» في الوقت المناسب، وبخاصة موظفي الوزارات والمؤسسات الحكومية الذين عادة ما يحرصون على «الدوام» ليس من أجل « الإنجاز» او « الإبداع»، بل من أجل ممارسة أهم أبجديات « الحزب» وهي « النميمة» بانواعها وأشكالها المختلفة.
هذه « القناعة» هي التي تسود منذ تم تعيين اول « موظف» بالحكومة، وقبل ايام استشرتُ عددا من الاصدقاء العاملين في القطاع العام من اجل نقل ابنتي من « شركة خاصة» الى « الحكومة»، "فكان الرّد" على طول عيّنها بالحكومة لا شغل ولا مشغلة والراتب مضمون آخر الشهر وكذلك الاجازات.
ولا ادري إن كنتُ «محظوظا» أو « غير محظوظ» لأنني لم اتشرّف بالعمل في « القطاع العام» طيلة حياتي، وما اسمعه يؤكد من ذهبتُ اليه في السطور السابقة.
ممارسة «النميمة» لا تقتصر على «موظفي الحكومة»، بل اصبحت «سائدة» في معظم مكاتب الموظفين في القطاع « الخاص» وإن بأشكال مختلفة.
فهناك "النميمة السوبر " التي يمارسها « كبار المديرين والمسؤولين» حيث «يستحضرون» رؤساءهم ويغمزون ويلمزون، وهناك "النميمة الوسط" التي يمارسها رؤساء الاقسام، وهناك "النميمة الشعبية" التي يمارسها غالبية الموظفين وتشمل المسؤولين كل المسؤولين «قلم قايم» معبّرين عن «شعورهم بالظلم».
هناك "النميمة الناعمة" التي تمارسها الموظفات "الهوانم" اللاتي يأتين الى الدوام «متأخّرات» وبالطبع لا احد «يحاسبهنّ»، وتكون « القهوة والشاي والنسكافيه» أهم « فعاليات الجلسة»، ويكون الحديث عن « الأزواج والابناء واللي حامل واللي رح تتزوج والحموات والسّلَفات».
الغريب أن الجميع بلا استثناء، يُطالبون بـ « علاوة» عمل.
الصراحة هُم وهنّ يستحقون هذه « الزيادة»، فالنميمة «عمل شاق».. واسألوني انا ..!
أُطالب بـ « علاوة نميمة».. أنا بتعب كل يوم !!.