رحل» شينزو آبي» رئيس الوزراء الياباني الأسبق ..صديق الأردن الصدوق ، ففي عهده ارتقت العلاقات الاردنية اليابانية الى أعلى مراتبها ، وقد كان ينظر للاردن كمحور للاستقرار في الشرق الأوسط ،.. ويوم أمس شارك جلالة الملك عبدالله الثاني، في مراسم الجنازة الرسمية لرئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو آبي، وقدّم جلالته تعازيه ومواساته لرئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وأسرة شينزو آبي»، الذي اغتيل في تموز الماضي.

يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الاردن واليابان الى العام 1954 ، وكان افتتاح السفارة اليابانية في عمّان عام 1974 وفي نفس العام افتتحت في المقابل السفارة الاردنية في طوكيو.

وكانت اول زيارة دولة ملكية قام بها المغفور له باذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه الى اليابان عام 1976، كما زار جلالة الملك عبد الله الثاني اليابان عدة مرات، ووقع مع الرئيس «آبي» الراحل في طوكيو عام 2018 اتفاقية لتشجيع الاستثمار بين البلدين وحمايته.

العلاقات الاردنية اليابانية تميزت ومنذ انطلاقتها قبل نحو 68 عاما بخصوصية عزّ نظيرها وحظيت دائما باهتمام جلالة الملك وامبراطور اليابان،وقد توطدت هذه العلاقات كثيرا جدا منذ تولي رئيس الوزراء الياباني الراحل « شينزو آبي « رئاسة الوزراء عام ( 2012) حتى استقالته في (آب2020 ) لاسباب صحية.

هذا الرجل لم نوفِّه حقّه في الاعلام للدور الكبير والمميز الذي لعبه في توطيد العلاقات الاردنية اليابانية التي ازدادت دفئا وقربا طوال السنوات التسع التي قضاها رئيسا لوزراء اليابان ، الى حد ارتقت فيه العلاقة بين البلدين الى « شراكة استراتيجية « تؤكدها مواقف سياسية مشتركة في العديد من القضايا الاقليمية والعالمية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وحل الدولتين والوصاية الهاشمية ومحاربة التطرف والارهاب ..(وكان تعاطف الراحل لافتا ومميزا مع الاردن قيادة وحكومة وشعبا في حادثة الشهيد البطل معاذ الكساسبة ).

وفي الشأن الاقتصادي كان الدعم الياباني والمساعدات دائما «من غير شروط « بل هي تعبير عن عمق العلاقات والشراكة وانطلاقا من موروث القيم والمبادئ اليابانية والتقدير للدور المحوري والمركزي للاردن ( كدولة محورية للاستقرار في الشرق الاوسط ) هذه المنطقة المهمة جدا لثالث اقتصاد في العالم ، ويمرّ نحو 90% من النفط الياباني عبر مياهها .. فانسابت المساعدات للاردن بكل شفافية ولمشاريع تمول وتنفّذ باشراف خبراء يابانيين وباشراف وكالة « جايكا « ولمشاريع تنموية حيوية في قطاعات اقتصادية متعددة.

مواقف اليابان عديدة ،وكان للرئيس الراحل « شينزو آبي « دور كبير في تدعيمها سياسيا واقتصاديا ،منها على سبيل المثال الدعم المتواصل للاردن في مواجهة تداعيات اللجوء السوري على الاقتصاد الاردني ، ودعم وكالة الاونروا ، والقروض الخاصة بدعم الموازنة العامة ، واتفاقيات تشجيع الاستثمار بين البلدين، وأخيرا وليس آخرا التعاون في مواجهة جائحة كورونا.

اليابان وعبر التاريخ بقيت علاقاتها مع الاردن الاكثر تميزا ودفئا رغم كل المتغيرات، بل زادت رسوخا وثباتا تجاه الاردن وقيادته خلال فترة رئاسة الرئيس المحب والمقدّر للاردن وقيادته «شينزو آبي «..والاردن - الحليف والصديق لليابان وشعبها - بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حريص على مواصلة توسيع التعاون والشراكة بين الأردن واليابان في المجالات كافة، كما ان اليابان حريصة ايضا على مواصلة توطيد تلك العلاقات.

الى الراحل « شينزو آبي «.. نقول : شكرا جزيلا ..لكل ما قدّمه للاردن ..وتعازينا لعائلته والشعب الياباني الصديق.

الدستور