أيا زمانا كُنْتُ فيك قريبا مني
بوجغك صِرتُ بعيدا عنك وعني
فيك أَغْلَقْتُ بابَ ذكرياتي
وجعلتني أرحل عَنِّي
في ليلةِ شتاء
في ظلمتها بدأتً السيرَ مُثْقَلاً
أتَرَنَّحُ هائِمًا بينَ أفكاري
بينَ الحْبِّ والكراهيةِ
بَينَ ضوضاءِ نفسي
وسكونِ أنفاسي
بينَ فرحي وأحزاني
بين ماضٍ سقيمٍ وحاضرٍ أليمٍ
بَين هوَ .. أنا اليومَ
وهوَ .. أنا في الغدِ
بينَ نَغَمٍ يُعْزَفُ على وتَر
وصراخٍ من دونِ أثَر
وفي الروحِ جرحٌ لا يندمل
لا دواءٌ لهُ ولا أمَل
بَحَثْتُ عَنِّي في داخلي
إخْتَفَيْتُ عَنْ إحساسي
في دُرُوبِ الهَمِّ البعيدةِ
فَلَمْ أجِدْ مَطلَبي
وانتهيتُ غريبًا عن ذاتي
وتَحتَ المطرِ
أُحَاكِي ذكرياتي
تلكَ التي رَسَمْتُهَا
فما وجدتُ غيرَ
الذي تركَتْ
هوَ أنا الذي كنت...
وليسَ أنا
الذي أرَدْتْ.