لم تعد ثغرات الحدود الشمالية بؤرا ساخنة بالنسبة للمهربين، المخدرات اليوم تتزايد والمجتمع الاردني آيل الى السقوط، فماذا يفعل القوم هناك؟.
كل الجنايات الدموية المجلجلة التي وقعت في الآونة الأخيرة وجرائم القتل بالذات مرتبطة بالمخدرات، والاحداث تنشط بسببها وتتوالى تباعا.
التهريب لا يهدأ، وتجارة المخدرات لا تبور، وانتعاش اسواقها في كل ارجاء المملكة وتصدير الفائض يغري بالمزيد من التوسع والرواج، والى المزيد من تهافت كبار المشتغلين بعالم المخدرات من كل حدب وصوب وتزاحمهم على الحدود.
الطارئ في الحكاية ان الكميات التي يضبطها الامن العام يوميا اصبحت لا تساوي شيئا يذكر بالمقارنة الكميات اليومية القادمة، وتردي الاوضاع الحدودية على هذا النحو المريع يحبط المكافحة الداخلية، ويكاد يكون المجهود الامني على كثافته غير منتج، الامر الذي يخشى معه انهيار الروح المعنوية التي لا زالت متماسكة لغاية الان، والخوف من وصول رجال المكافحة الى نقطة القناعة بعدم جدوى تضحياتهم، وان غراسهم اصبحت بلا ثمار على صعيد خفض المنسوب الكمي وتسارع الانتشار، وبأن جهودهم تذهب سدى ويصيبهم اليأس من إحراز تقدم او تحقيق أثر يذكر للحد من الظاهرة، وهذه شارة تحذير خطرة يجدر التقاطها مبكرا قبل ان تقع الفأس بالرأس، والتعامل معها بانتباه شديد واخذها على محمل الجد.
فوضى الحدود تلخص مشكلة ترنح ابناء عامة المجتمع الاردني وخاصته على حد سواء، ويطرق الادمان الآن ابواب عائلات الطبقات العليا وأصاب ابنائهم.
لا بديل، والحالة هذه عن اعلان حالة استنفار وطني قصوى لمواجهة فوضى الحدود، فلغم تعاطي المخدرات قد يعلو وينفجر في وجه كل الاسر مهما ارتفع شأنها بمن فيهم الاسرة الكبرى، والشمس لا تغطى بغربال، ونحن نسمع هذه الايام (طراطيش حكي) بالموضوع يتوشوش بها الناس ملتفتين شمالا ويمينا حذرا من تهم اغتيال الشخصية والاساءة والاشاعة ومشتقاتها، لكنها في الحقيقة وشوشات تعبر عن واقع مؤسف مكشوف.