نشهد بحق انسان تقاعد من الخدمة وشهادتنا به شهادة حق، وهي شهادة يحتاجها في هذه الظروف وفاءً له على خدمة الوطن ولو كان في منصبه لما احتجنا لنفزع له لأن الولاء في عصرنا للمركز وليس للانسان.

ومن المؤسف أن نعاقب مجتهد أعطى لوطنه وقيادته ولبى نداء الواجب فأحسن الأداء جندياً وفياً بارعاً استطاع ان ينهض بالدرك واحسن ادارته وقد واجه اصعب الظروف وكان قائداً شجاعاً، وكان يدرك ان الوطن والانسان رصيد العمل الصالح وفتح مكاتبه لكل مظلمة، لا يوافق على باطل ولا يناصر ظالم، اجتهد واحسن في تعزيز الامن المجتمعي وتطوير الاداء وفي مرحلة قيادة الجهاز كان رائداً في ادارة مشروع الدمج الذي وحد الصفوف وخفض النفقات وساهم في تعزيز الامن الوطني لتعمل الاجهزة الامنية كجهاز واحد ينتسب الى قيادة موحدة وهدف واحد ووسيلة واحدة، وتميز جهازنا الامني في التأهيل والتدريب وتعزيز قوته وامكانياته حتى توافد الكثير من قادة الاجهزة العربية للوقوف على هذا التحول الهام في العمل الشرطي .

وعندما تطاول الطغاة على الوطن بتهريب المخدرات وانتشارها، كانت ايادي الامن العام تضرب بيد من حديد لتأديب شراذمة الخسة والعار تدوسهم بأقدام الرجال الرجال وفاءً للوطن وقائد الوطن.

وبدورنا كلمة حق للباشا الحواتمة، لقد أحسنت الأداء ورفعت راية العز خفاقة، فكنت على قدر المسؤولية في الانضباط والعمل برجولة وعلم واتقان، ونقول لك لن ينال منك صوت رخيص استغل حرصك على اسرتك وعملك، ومن لا يحرص على منبته لا يحرص على وطنه ومن تهون عليه رابطة الدم تهون عليه رابطة الوطن وتراب الوطن.

ونقول لأبناء الوطن، لا تسيروا خلف الباطل ولا تجعلوا الغالي رخيصاً ولا ترفعوا من قدر الوضيع، واعلموا ان الشيطان واتباعه يتكاثرون وينثرون سمومهم في كل اتجاه، فلا خير في أمة تعاقب الشريف وتكافئ الرخيص.