لنتلكم بموضوعية مجردة وحياد بعيدا مظاهر الانفعالات الاعتيادية، وردود الفعل الفورية الصاخبة التي تلى الخبر الساخن دون تدقيق وتمحيص.
التسجيلات المسربة لمدير الامن العام السابق الفريق حسين الحواتمة تلوث الفضاء الالكتروني الاردني هذه الايام، وتعكر صفو القيم الاصيلة ومروءة الاردنيين الاقحاح.
ومع انها عادية الا انها فتحت شهية عشاق الانتقاد، ووفرت فرصة مناسبة لممتهني صيد الشبهات وتصفية الحسابات الشخصية.
كل العقول الراجحة والآراء الرزينة الحكيمة قالت كلمتها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بعد ان تمحصت التسريبات وأعادت الاستماع اليها وتدقيقها، وخلصت بالاجماع الى ان المسألة لم تتعد حدود تقديم المساعدة الانسانية لصاحبة التسجيل، وخلت الحكاية من ألفها الى يائها من أي شائبة من شوائب الشرف وما يمس الخلق.
شخصيا لا اعرف الرجل، قابلته مرة واحدة مع بداية تولية قيادة الجهاز، لكنني من كتاب الامن ومراقب، نشرت مئات المقالات الامنية عبر كافة وسائل الاعلام على مدى عقد او يزيد بحكم تخصصي، وخدمتي لأكثر من ثلاثة عقود، توليت خلالها إدارة الكثير من المواقع المتقدمة في جهاز الامن العام، ولا أزال من متابعي الاحوال الامنية واتناولها بالدراسة والتحليل.
لعل من نافلة القول أن ثمة محاولة واضحة لحرف معنى التسجيل عن سياقة الانساني، وإضفاء صفة لا اخلاقية وشبهة فساد مالي، وإلصاق التهم بلا اثبات وبرهان وتجاهل محور الحديث الانساني، وما تضمنه من دليل على ان الانفاق من مال المدير الخاص، وتكرار عبارات الاخوة بين طرفي الاتصال والتي قدمت الدليل القاطع على نقاء العلاقة، وبعدها كل البعد عن بواعث الشبهات او احتمالاتها.
أغلب القراءات السطحية الجارية الآن للتسريبات انفعالية وغاضبة، واخذت الامور على علاتها بلا اخضاعها لفحص عقلاني وتفكير رشيد، ولم تصل الى ادراك عمق الاهداف والغايات المدبرة بليل، وفاتهم ملاحظة ان عملية التسجيل والنشر تمت بأسلوب يفوق قدرات امرأة الموضوع، وان التعليقات تجري وفق ترتيب مكثف، لغاية زعزعة الثقة بالسلطة ويستهدف النيل من الامن الوطني.