التوجه لالغاء الحصرية والعودة الى استراتيجية الطاقة وتحرير قطاع المشتقات النفطية في تنفيذ مشروع توسعة مصفاة البترول الأردنية سيضيق هامش خيار دخول شريك إستراتيجي , ويعظم من فرص تمويل مشروع التوسعة ذاتيا , لكن كيف ؟. .

العودة الى استراتيجية الطاقة لعام 2008 يعني الإبقاء على خيار فتح السوق للمنافسة بتأسيس أربع شركات لتسويق المشتقات النفطية وشركة لوجستية الأكثر ترجيحا , فهل في السوق متسع ؟

مثل هذه الإستفسارات ينبغي أن تكون بنظر الإعتبار في صياغة التوصيات المتعلقة بمشروع توسعة المصفاة , ولن نكرر هنا الحديث حول أوضاع السوق وما إذا كانت تحتمل دخول مصاف جديدة أو فتح باب الإستيراد لغير المصفاة وما قد ينتجه ذلك من مضاربات وعدم إستقرار سعري , فبقدر ما قد يكون تحرير السوق مفيدا , بقدر ما ينبغي وضع ظروف السوق وطبيعته بعين الإعتبار , فتحرير الأسواق مبدأ عام قد ينفع في قطاع لكنه ليس كذلك في قطاع آخر ولكل منهما ظروفه ومعاييره وكذلك قواعده .

لكن السؤال المطروح هو , هل باستطاعة مصفاة البترول تنفيذ مشروع التوسعة منفردة ؟.. الإجابة هي النفي طبعا , والمشكلة في قلة المال , وليست في التكنولوجيا التي يمكن شراؤها من السوق كما يمكن شراء خدمات خبراء وفنيين إن لم يكن ذلك متوفرا .

توفير التمويل ممكن , لكن تحقيق ذلك يعتمد على ميزات وبيئة ينبغي أن تتوفر لطالب التمويل , وهي بالنسبة للمصفاة إن أرادت أن تتمول من الأسواق الخارجية والمحلية , إن وقع الخيار على أن تنفذ مشروع توسعتها منفردة , تتمثل في منحها فترة حصرية كافية كضمان للجهات الممولة عبر سندات دولية مضمونة من الحكومة التي ستستمر في الحصول على عائدات مجزية من البيع من جهة , ومن جهة أخرى مضمونة بعائدات مستقرة تتحقق للمصفاة من بيع الوقود في السوق بلا منافسة .

للوهلة الأولى , قد تبدو فكرة تمول المصفاة ذاتيا عبر سندات دولية , فكرة تنطوي على مجازفة , محفوفة بالقدرة على لفت أنظار الممولين ما يضمن إنجاح الاكتتاب بالسندات , لكنها ليست كذلك عندما تتوفر للمصفاة ظروف قوية لإنجاح مثل هذا الإصدار , من بينها الإبقاء على الإمتياز الذي يوفر لها عوائد مستقرة تعزز ثقة الممولين .

بقي أن تركيز أي شريك يرغب في الدخول الى مصفاة البترول على الحصول على امتياز لمدة كافية إنما الهدف منها تمكينه من استرداد مال سينفقه على مشروع التوسعة وتحقيق أرباح مجزية في مرحلة لاحقة ,

فهل بالإمكان تحقيق مثل هذه الظروف للمصفاة وتعزيز فرص إنجاح فكرة تمويلها ذاتيا عبر سندات دولية , كل شيء ممكن .

qadmaniisam@yahoo.com

الراي