لا أعرف لماذا بالأمس خطرت على بالي أغنية سميرة توفيق (بيع الجمل يا علي) ..فاستخرجتها واستمعتُ إليها وأنا أقرب للشجن من أي شيء آخر ..!وانصح أي قارئ لمقالي هذا أن يذهب ويستمع للأغنية قبل أن يكمل القراءة ليفهم مدلول كلامي.
تلك سميرة توفيق ؛ وللذين لا يعرفونها من الجيل الجديد ؛ فقد كانت تتفتل لها شوارب و تتباطح لسماعها رجال ..! كانت إذا ذُكرت في جلسة تنحنح نجباء و ضحك مريدون ..!
وعلى أرض الواقع لو كانت سميرة توفيق تؤشر بيدها فسيخرج لها بدل (علي) (ألف علي) ..فهي لاحسة عقول الشباب و الختيارية بغمزتها و لمزتها ..وبكزّها و نزّها ..!
ولستُ هنا للحديث عن سميرة التي كنّا ننام على وسائد عليها صورتها ..بل أنا هنا للحديث عن (علي) الذي طلبت منه سميرة أن يبيع (الجمل) كي يدفع مهرها ..وفي آخر الأغنية طلبت منه أن يبع كل (الجِمال) وليس جملاً واحداً قبل أن يضيع جمالها ..!
بعد كل هذه السنين الخدّاعات هل باع علي الجمال ..؟ والأهم من ذلك هل ظفر بسميرة ..؟! أم أنه باع الجمال و تركته محبوبته و لم ترتبط به ..؟! هل علي بصحة جيدة الآن ..؟ أم أنه يتمرمط من مستشفى لمستشفى و يقف في طابور التنمية الاجتماعية بعد أن باع الجمل ..؟!
هل ما زال عليّ يفتل شاربيه وينظر بعينين غاويتين كاويتين أم أنه يراجع دكتور العيون بعد أصابه ما أصابه في شبكية العين و يلبس نظارات سميكة ويمسك بيده أحد أحفاده ليدخله و يخرجه من الحمّام ..؟!
شو أخبار علي يا جماعة ..أريد من يطمئنني عنه ..! أنا واثق أنه باع الجمل و كل الغنم ..وواثق أنه باع الصحراء كلّها من أجل فواكه محبوبته التي نضجت و أغرته أن يأتي ويأكل منها ..!
وينك يا علي ..؟ وقّفْ قدّامي لأراك ..بل لأمسكك من تلابيبك و أقول لك : شو اللي عملته في حالك يا علي و شو اللي عملته في اللي وراك ..؟!
ليش يا علي ليش ..ليش تبيع الجمل ..؟ ليش تضحك عليك سميرة توفيق ..! شايف شو صار فينا بعد ما بعت يا علي ..ليش تبيع يا علي ليش ليش ليش..؟!
الدستور