أسبوع للوئام العالمي بين الأديان
الاب رفعت بدر
06-10-2010 04:08 AM
الأردن، ريادي دائما وحواري دائما وله رصيد كبير وكنوز وافرة من مبادرات الحوار بين الاديان، وها هو، على لسان جلالة الملك عبدالله الثاني، في كلمته في الامم المتحدة، يطلق مبادرة رائدة في تخصيص أسبوع خاص للوئام بين الاديان، وهي دعوة سامية وغنية بالمعاني، وتأتي في وقت مناسب جدا.
فالعالم اليوم مليء بقوى «الفرقة التي تنشر سوء الفهم وعدم الثقة»، على حد تعبير جلالة الملك. فمن دعوة الى حرق الكتب المقدسة، لم تأت من رجل دين معروف ولا من جماعة معروفة، الا أنها شحنت العالم بروح عدائية. الى رجال دين هنا وهناك ما زالوا يبثون من خلال الخطب والمنابر المقدسة، بعضا من روح الفرقة، ولا يتردّدون في استخدام تعابير تكفيرية، لمن هم خارج ديانتهم. هذا فضلا عن الصراعات الدينية وهدم بيوت العبادة والتضييق على المصلين من الوصول الى أماكن عبادتهم، وبخاصة في الارض المقدسة.
من هنا تأتي الدعوة الملكية السامية، في وقت بات العالم بأمس الحاجة الى اسبوع للتفكير والصلاة والعمل المشترك، للتقريب بين أتباع الديانات، وتدريب الاطفال والنشء الجديد في البيوت والمدارس وبيوت العبادة، على احترام الاخر، وعلى عدم النظر اليه بعين الاقصاء والاختلاف والخلاف، فالاساس هو الانسان، والاساس هو روح المواطنة الصالحة التي عليها يُبنى التعامل مع المواطنين في الوطن الواحد.
نأمل في أن يحظى الاقتراح الاردني، بموافقة أممية عالمية، وتقره الامم المتحدة، ليكون اسبوعا كاملا من كل عام لاحترام الديانات بعضها لبعض، ولتعرّف أتباع كل ديانة على الاخر. ولتفعيل ذلك الاسبوع الكريم والبليغ في معانيه، ستكون الكرة في مرمى أولا رجال الدين والقائمين على بيوت العبادة، في ابتكار وابداع سبل إحيائه، في تنظيم أنشطة روحية وفكرية وانسانية داخل الكنيسة والمساجد، وكذلك هنالك دور أساسي على وزارة التربية والتعليم، في ازالة بعض الامور التي تحتويها بعض المناهج التدريسية التي تتعرّض لبعض العقائد بطريقة خاطئة. وكذلك بصياغة مناهج خاصة، تعرّف كل طالب على قريبه وعلى عقائده السليمة.
هي أفكار، تواردت الى الخاطر، بعد الدعوة الملكية السامية، التي دوّت من منبر الامم المتحدة، وسيكون لها باذن الله، كل الخير والثمار الطيبة، في الشرق وفي العالم أجمع. وليس أجمل من الختام من كلمات جلالة الملك في الامم المتحدة: « فالروابط بين الشعوب لا تقتصر على المصالح المشتركة، بل هي مبنية أيضا على الوصايا المشتركة، التي تدعو إلى محبة الله ومحبة الجار».
Abouna.org@gmail.com