سُنة لبنان .. لأول مرة إذ يلتقون رغم خلافاتهم المزمنة
نضال العضايلة
24-09-2022 08:16 PM
ليس هناك احرص من سُنة لبنان على وحدته الوطنيّة المتماسكة، وليس هناك احرص منهم على العيشِ المشترك، والدفاع عن هوِية لبنان وانتمائه العربِي، وصون رسالته الإنسانية التي يعتزون بها.
وإذ يلتقي سنة لبنان ممثلين بنوابهم في المجلس النيابي في دارة مفتي لبنان الشيخ عبدالطيف دريان فهم يجددون التمسّك بالثوابِت الإسلاميّة التي أطلقت وأُعلنت من دار الفتوى، حول الإيمان بلبنان وطناً نهائياً لجميع أبنائه.
كما يجددون التمسّك بما نص عليه اتفاق الطائف، بالنسبة إلى هوية لبنان العربية، وللأسس التي تقوم عليها الوحدة الوطنيّة بين عائلاته الروحية جميعاً.
وجدد نواب السنة في لبنان على تأكيد التمسك بالمبادئ العامة التي تحقق المساواة في المواطنة حقوقاً وواجبات، وإدانة كل التجاوزات التي أدت في السابق ولا تزال تؤدي إلى طعن أُسس الوِفاق الوطني، والعيش المشترك في الصميم، لحسابات فردية أو حزبية أو طائفية.
اللقاء الذي جاء في وقت يمر فيه لبنان بظروف استثنائية، لم يكن ليحصل لو ان هؤلاء النواب ادركوا ان السنة في لبنان في مهب الريح، وهو لقاء لم يحدث من قبل بسبب تشرذم أبناء هذه الطائفة التي حرمت من أبسط حقوقها في عيش كريم وحياة لائقة.
اللقاء الذي باركه الشيخ يعد الحريري واثنى على عقده جاء من اجل إِنقاذ لبنان مما هو فيه، إلى ما يجب أَن يكون عليه، وأكدوا فيه على الولاء والوفاء للبنان الذي يعتزون به، وللشعب اللبنانيّ الذي ينتمون إليه بكل طوائفه ومذاهبه، وفي جميع مناطقه، وقد تعهدوا بالعمل بتفان من أَجل تحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة في سيادة لبنان ووحدته وعروبته.
لقد قال النواب السنة كلمتهم الجريئة فيما يتعلق بمرجعيتهم العربية، وتصحيحا لمسار العلاقات مع الإخوة العرب، التي تعرضت له هذه العلاقات من أذى وتشويه وإساءات متعمدة، انعكست سلبا على الأسس التي تقوم عليها الأخوّة العربية، وعلى مصالح لبنان المعنوية والمادية المباشرة، مع الدول الشقيقة.
لقد مهد اللقاء لخلق أرضية مشتركة بين النواب ال "24" نائباً سنياً من المنتمين إلى تكتلات وأحزاب سياسية مختلفة، خصوصاً في قضية انتخاب رئيس الجمهوريه.
لقد جاء اللقاء في محاولة لملء الفراغ الناجم عن غياب قيادة سنية جامعة لم تفرزها نتائج الانتخابات الأخيرة، فدار الفتوى لا تتدخل في الأسماء، لكن يهمها كل ما من شأنه أن يهم مصلحة اللبنانيين، وهي على ثقة أن النواب مفترض أنهم يجسدون مصالح اللبنانيين جميعا لأن اللقاء لم يكن مذهبياً وطائفياً إنما لقاءاً وطنياً يعنى به كل لبناني ويسعى لبناء دولة المواطنة، هذا هو دور الدار فهي لا تدخل في السياسة وموقفها وطني وجامع.