ضعفت الأمة وهانت حتى الحضيض واهتزت، فلم تخرج منها زبدة الخضيض وترنحت كأرجوحة قضها القضيض، وزاغت عن ضوء الشمس فأصبحت كالرجل المريض، ولفظها أقوام وتركوها كالسارق البغيض، فظهر ضعفها في البند العريض.

شاهت وجوهها وانحنت ظهورها وليس لها نهوض، وبانت اواصرها وتقطعت اوصالها بشكل مستفيض، وعميت وفقدت ابصارها واحتاجت إلى التمريض، وعجزت عن الشفاء من دائها واختارت التخفيض، ولم تأنس بأبنائها وطموحهم ورفضت التفويض.

تبعثرت هنا وهناك وبقيت على النقيض، واختارت تبعية سادها التبعيض وفقدت ماء وجهها واستحاضت حتى وصل رأسها المحيض..

هذا صنع أياديها وتكالب غيرها عليها ورفضها التبييض، واستدانتها المال بفحش وكأنها تقول القريض وغرقها مآلة الانحناء والتعريض، وبؤسها وفقرها والخير يملأ أرضها فلا إجابة ولا تعويض.