اكتب هذا المقال قبل ساعات من موعد اعلان النتائج النهائية في لشبونة عن عجائب الدنيا السبع الجديدة, المتوقع ان تكون المدينة الوردية , البتراء, في مقدمة الفائزات التي تعتمد على تصويت ملايين البشر من جميع انحاء العالم. وبالتأكيد سيكون هذا الحدث محل سعادة الاردنيين جميعاً, وهو ايضاً سيكون علامة فارقة في تاريخ هذه المدينة الاعجوبة, التي بناها اجدادنا الانباط, كما نرجو ونأمل ونتمنى ان تكون منعطفاً كبيراً في مكانة الاردن السياحية على خريطة المنطقة وعلى خريطة السياحة العالمية.لم اقرأ عن اسباب اختيار اللجنة المنظمة للمسابقة العالمية حول عجائب الدنيا ليوم السابع من تموز من اجل اعلان العجائب السبع, لكن اعتقد انه ليس بفعل الصدفة, فتاريخ اليوم السابع من الشهر السابع في العام السابع من القرن الجديد مرتبط باعتقادات شعوب كثيرة بان رقم "7" يجلب الحظ وهو يجلبه اضعافاً مضاعفة ان تكرر في الشهر والعام كما حدث امس.
نأمل ان يكون اختيار البتراء من عجائب الدنيا هو يوم حظ للسياحة الاردنية, وان يتخذ "كعلامة" مرشدة للقيمين على الاقتصاد وفي مقدمتهم الحكومة, بان عليهم ان يحسموا امرهم لاتخاذ قرارات استراتيجية تترتب عليها خطط استراتيجية من اجل اعتماد "السياحة" كقطاع رئىسي في الاقتصاد الوطني, وتوظيف اموال وجهود وامكانات وترويج وتسويق لجعل البتراء اهرامات الاردن التي يجب ان تستقطب خلال السنوات المقبلة ملايين مضاعفة من السياح.
السياحة, الى جانب الخبرة البشرية, هما عماد الاقتصاد الاردني فالبلد لا يوجد فيه آبار نفط تدر ذهباً, ولا مياه وسهول تبنى عليها صناعات منافسة, كل ما فيه هذه الهبة من الطبيعة المتمثلة بمواقع تاريخية وسياحية تخلب الالباب, ليس فقط بمناظرها الطبيعية الفريدة, لكن بما تمثل من تاريخ الشرق القديم وممالك وامبراطوريات شرق المتوسط. اضافة الى كون الاردن جزءا رئيسيا من الارض المقدسة. ارض الاديان والانبياء وممر قوافل الامبراطوريات العسكرية والتجارية.
السياحة في الاردن يجب ان تنتقل من مرحلة "البرشورات وكم اعلان تلفزيوني" الى اموال ومشاريع بنى تحتية بمئات الملايين في "المجمعات السياحية" واقصد بالمجمعات, وجود اكثر من موقع سياحي في رقعة جغرافية واحدة. مثل البتراء ووادي رم والعقبة في الجنوب وعجلون وجرش وام قيس في الشمال, وكذلك البحر الميت والاضرحة في الاغوار بالاضافة الى عمان القلعة والمدرج وقلب المدينة.
لا شك بان البتراء اليوم ليست كما كانت قبل 10 سنوات وكذلك منطقة الفنادق في البحر الميت, هناك جهد كبير وخطوات عظيمة الى الامام, ونأمل ألا ننظر الى فوز البتراء بانه "جائزة" وانما "محفز" ودافع لفرض الاردن على خريطة السياحة الدولية. وهذا هو التحدي المقبل امام الدولة والحكومة والمجتمع.