بايدن: دعونا نعمل لكتابة التاريخ
د. حازم قشوع
23-09-2022 01:03 PM
دعونا نعمل لكتابة التاريخ ولا نكتفي بمشاهدته بهذه الكلمات التي تحمل روح التحدي والإصرار على اصلاح المنظومة الأممية انهى الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمته التي تأخرت عن موعدها المعتاد بسبب مشاركته بجنازة الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
الرئيس الأمريكي تناول في خطابه موضوعات الحرب في أوكرانيا والتهديد الروسي لأوروبا اضافة الى موضوع التغير المناخي وعرج على مدى تأثيره على الامن الغذائي كما تناول ايضا مسائلة الانتشار النووي ووقف عند مسألة الامن السيبراني و تحدث عن منظومة جديدة للضرائب العالمية وهذا ما يعتبر اسقاط جديد في برنامج الاقتصاد العالمي وشراكات إنتاجية تصل الى 600 مليار دولار ضمن رؤية عالم مفتوح مزدهر يشارك في الجميع دون اقصاء .
وكما اكد الرئيس الأمريكي دور الاتحاد الافريقي في حل الازمة الأثيوبية واكد وقوف الولايات المتحدة ضد تمكين ايران من امتلاك السلاح النووي وعدم السماح بانتشار هذا السلاح لخطورته على الامن العالمي كما بين الرئيس بايدن وقوف بلاده لحفظ الامن والاستقرار في تايوان واحترام دور الصين في التجارة الدولية فلن تعمل سياسته لإيجاد أرضية عمل تفضى لحرب باردة جديدة فان المناخات العالمية لا تحتمل مثل هذه السياسات وهى مخالفة لرؤية في إعادة اصلاح المنظومة الأممية.
وفى كلمته التي استمرت قرابة النصف ساعة بين الرئيس الأمريكي موقفه الداعم لحل الدولتين باعتباره الحل الأمثل لحل المشكلة الرئيسة في الشرق الاوسط على ان ياتي ذلك ضمن معادلة تقوم على ضمانة امن اسرائيل وعلى اعطاء الفلسطينيين حقهم المشروع باقامة دولتهم المستقلة تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل وهذا ما يجب على الأطراف المعنية العمل عليه ضمن القنوات الدبلوماسية والسياسية من خلال اطلاق مفاوضات جادة تسهم بطي صحفة من عمر النزاعات التاريخية .
دعوة الرئيس بايدن التي تنسجم مع القانون الدولي هى دعوة مهمة كونها تؤكد على حل الدولتين لكن ما يجعلها تتجسد حيز الواقع قيام ادارته باطلاق مبادرة جاد تسهم في دعم الجانبين عبر تقديم مشروع يلزم إسرائيل باعتبارها الطرف المحتل بضرورة التنفيذ ضمن جول زمني يراعب فيه كل التفاصيل السياسية والسياسات الأمنية لما يجعل رؤية الرئيس بايدن للحل هي رؤية يمكن تنفيذها من جدول زمني معلوم لإسرائيل منها تغيرت حكومتها او تبدلت سياساتها فان الالتزامات الدولية اعلى منزلة من القرارات الذاتية وهو الدور الذر يمكن للولايات المتحدة القيام به وتعزيز محتواه لما تمتلكه من تاثير كبير على بيت القرار الإسرائيلي.
واذا أراد الرئيس الامريكي ان يكتب التاريخ وهو قادر ان يكتبه فان التاريخ يكتب من منطقة مهد الحضارات وسنؤرخ عندما يقوم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعدم استخدام حق النقد عند رفع منزلة فلسطين من دوله مراقب الى دوله عامل في الأمم المتحدة لان ذلك من شانه التأكيد على ما يؤمن به الرئيس بايدن في مسائله حل الدولتين وسيحقق الحد الأدنى من الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ، فدعونا نكتب التاريخ والبدء بكتابته كما يقول جلالة الملك من فلسطين كونها تشكل عائق امام ترسيخ معاني الشراكة التنموية الإقليمية.