facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخطاب الملكي الشجاع


د. محمود عبابنة
21-09-2022 03:00 PM

شهدت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الــ77 خطابات للعديد من زعماء دول العالم، وجميعها قاربت التهديدات الدولية، كأزمة المناخ والأمن الغذائي ومشاكل اللاجئين التي تتفاقم في العالم يوماً بعد يوم، وأخطار أسلحة الدمار الشامل، وانعكاسها على حالة السلم والاستقرار العالمي، لكن صوتاً شجاعاً تردد في القاعة المهيبة لاجتماع قادة دول العالم ومندوبيهم دوّى ودق ناقوس الخطر، الذي يخيم على منطقتنا العربية، عندما يتصدى الملك الأردني لقضية العرب الأولى وجدلية الصراع العربي الاسرائيلي، ويصرح بأن السلام لن يحل ما دامت الأراضي الفلسطينية تعاني من الاحتلال وشعبها يعاني من التنكيل والتشريد والعوز في مخيمات اللاجئين، أما القدس فقد كانت قلب هذا الخطاب، عندما أكد على عروبتها أولاً واسلاميتها ثانياً، على اعتبار أن هذا الملك الهاشمي المسلم ينافح ويناضل ويتعهد بالدفاع عن كل المقدسات العربية، وليس عن المسجد الأقصى الذي أصبح عهدةً في وجدانه، عندما يتطرق جلالة الملك لأنواع الاعتداء العلنية والمخفية على بيوت العبادة المسيحية في القدس، سواءً كانت بقرارات المحاكم المسيسة أم بعروض الاغراء التي تُقدم لرجال الدين اليونانيين، فإنه يعني أن الأردن يعي مغزى هذه السياسة، وهي تفريغ الأرض من الوجود المسيحي العربي، الذي بدأ يعطي مفعوله على أثر استشهاد المناضلة شيرين أبو عاقلة، التي بذلت دمها فداءً لقضية بلدها وعروبة رسالتها.

الشجاعة الملكية أكثر ما تتجسد بمعارضة الموقف الأمريكي، رغم ما تغدقه أميركا من أموال كمساعدة للأردن، وكلنا يعرف أن هذه المساعدات لا تُدفع لسواد عيون الأردنيين، بل أن الدور الفاعل للسياسة الأردنية في المنطقة، وقدرتها إذا شاءت الظروف على قلب الطاولة.

في زمن الانحطاط العربي المتسارع في المنطقة وفي زمن بناء الاستراتيجيات بين بعض الدول العربية واسرائيل، فإن أقوال جلالة الملك على منبر دولي بحجم الجمعية العامة للأمم المتحدة هو موقف شجاع لا يسعنا إلا أن نشيد به وأن نرفع رؤوسنا كأردنيين بقائدٍ يتحرك بثقة وشجاعة ضمن منطق فن الممكن، ودون التنازل عن الخطوط الحمراء المتمثلة بالتمسك بحل الدولتين على خطوط الرابع من حزيران بما فيها عودة القدس للسيادة العربية.

إنّ تكرار هذه الخطابات على لسان الملك الأردني في جميع المحافل الدولية وبهذا التفصيل والمصارحة، تكاد تكون الوحيدة، التي تصدح وتطالب بحقوق الشعب الفلسطيني في عالم عربي ودولي يتجاهل اهم قضية مركزية تعيش في وجدان وذاكرة شعوبه المغلوبة على أمرها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :