الملك يدق ناقوس خطر التغيرات المناخية في الأمم المتحدة
د.علي سليم الحموري
21-09-2022 10:59 AM
اطلاق جلالة الملك عبدالله الثاني نداء الى دول العالم كافة من اجل العمل المشترك لمواجهة التحديات والأزمات التي تواجهه وبخاصة التغير المناخي وآثاره حيث وجه جلالته رسالة قوية لدول العالم عن المستقبل المظلم الذي سوف نورثه للأجيال القادمة؟
حيث قال جلالته في الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: (فلننظر إلى أزمة المناخ على سبيل المثال، فلا يمكن لأي بلد بمفرده أن يعالج أثرها على البيئة، بل نحن بحاجة إلى شراكات قادرة على إحداث تغيير حقيقي، والأردن جزء من هذه الجهود، إذ يعمل على بناء شراكات قوية لإدارة واستدامة الموارد المائية، ونرى المزيد من الفرص للعمل مع شركائنا للحفاظ على مواقع التراث العالمي والبيئات الطبيعية المميزة بالمملكة، كالبحر الميت ونهر الأردن والشعاب المرجانية في خليج العقبة، المهددة جميعها بفعل التغير المناخي.)
كما طالب جلالته المجتمع الدولي من اجل العمل المشترك من اجل مواجه الازمات التي تواجه الكوكب وكافة دول العالم حيث قال جلالته:( يمكننا تخطي أخطر الأزمات إذا اتحدنا للعمل معا. فلنسعى، ونحن في هذه الاجتماعات، لتحقيق مستقبل أفضل يخدم مصلحتنا المشتركة، مستقبل من الكرامة والأمل يوفر فرصا جديدة لجميع شعوبنا.)
وهنا نشير ان الجهود الملكية بقطاع البيئة بدعم متواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه حيث إن منظومة العمل البيئي لم تغب عن فكر جلالته حفظه الله ورعاه حيث ان الرؤى الملكية السامية ما هي إلا البداية لإطلاق نظام عمل بيئي وطني يأخذ في الحسبان كلُاً من الوطنية والعالمية يرتقي إلى حجم التطورات والمتغيرات، متمثلة في إنشاء وزارة البيئة، بموجب قانون حماية البيئة المؤقت 2003 ، كمظلة تنظيمية ورقابية رسمية تُعنَى بكل ما يتعلق بشؤون البيئة، ووفق رؤية وطنية. والمهمة الموضوعة في عين الاعتبار، حماية البيئة ومكوناتها المختلفة، مؤسسة مستقلة ماليًا وإداريًا، والجهة الرسمية المسؤولة عن حماية البيئة في المملكة، كما ان قضايا البيئة والمناخ تتصدر لقاءات جلالة الملك مع قادة الدول والمنظمات الدولية والتي كان اخرها مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين حيث تضمن اللقاء تنسيق الجهود والعمل بشكل تكاملي لمواجهة التحديات المتعلقة بالأمن الغذائي والبيئة والتغير المناخي، وأيضا لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس حيث تم بحث سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية والمشاريع التنموية والأخرى المتعلقة بقطاع البيئة ومعالجة التغير المناخي وأثره على الموارد الطبيعية، وأيضا لقاء جلالته مع مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون المناخ جون كيري حيث تم بحث سبل توسيع التعاون بين البلدين في التصدي لأثر ظاهرة التغير المناخي، وكان لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم – حفظه الله ورعاه كلمات مضيئة ومشاركات في عدة محافل بيئية نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ، كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في خطابه في الجلسة العامة للاجتماع الرابع والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة -نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية 2019/9/24 حيث قال جلالته:-" كيف سيبدو عالمنا أن لم نعمل معًا من أجل بيئة صحية وآمنة؟ فالبلدان التي تعاني من شح المياه كالأردن تدرك مخاطر التغير المناخي. إن أزمة عالمية كهذه تتطلب تكاتفًا دوليًا. فكيف يمكننا أن نبرر التأخر في التعامل مع هذه الأزمة؟"
وفي الختام ندعو الجمعية العامة للأمم المتحدة ضرورة عدم تجاهل هذه الازمات وضرورة العمل الجماعي المشترك لمواجهة التغيرات المناخية ،واعتبار النداء الذي جاء في كلمة جلالته دق ناقوس الخطر حيث قال :(لا يمكننا أن نتجاهل ناقوس الخطر الذي يدق من حولنا، بل علينا أن نتصدى له)، واعتبارا هذا النداء دعوة من اجل اتخاذ قرارات جديدة من اجل تفعيل اتفاقية باريس للمناخ من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة و مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27 ) والذي سوف يعقد في مصر الشقيقة هذا العام وان يكون لهذا المؤتمر قرارات ملزمة لجميع الدول لتحقيق العدالة المناخية.
أخير نؤكد على ما جاء في مؤتمر ستوكهولم +50 :
(الحق في بيئة نظيفة ومأمونة وآمنة هو من حق حقوق الإنسان )
(يجب علينا أن ندرك أننا كبشر لا يمكن أن نعيش ما لم يكن لدينا كوكب سليم)
*خبير في التشريعات البيئية والمناخية، رئيس جمعية استشرف المستقبل للحقوق البيئية والعدالة المناخية، عضو هيئة التدريس بكلية الحقوق-جامعة العلوم التطبيقية