رسم جلالة الملك المشهد العام الذى يواجه العالم وحدد حجم الصعوبات التى تواجه المجتمعات النامية بالتطور والنماء والتي جاءت بمعظمها نتيجة التسابق الصناعي بالاعتماد على انماط الطاقة الصناعية وهو ما ادى نشوء حالة التغير المناخي والتي بدورها خلقت حالة الانحباس الحراري الامر الذي انعكس على البيئة العالمية وحمل انعكاسات على المناخ وبيئة وهذا ما ظهر بالاردن في البحر الميت البحر الاحمر اضافة للمتغيرات المناخية التي اخذت تؤثر بشكل كبير على الموارد الغذائية بعد ما ادخلت البشرية في الحرب الاوكرانية بعد حرب كورونا الوبائية.
وفي كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة بين جلالة الملك التحديات وبواطنها ومداخلها وصور عناوين الصعوبات التي تواجه البشرية في الظرف الراهن واظهر اهمية حل القضية المركزية في المنطقة في دعم السلم الاقليمي والسلام والدولي والتي مازالت تشكل عائق امام تكوين نماذج اقليمية تنموية قادرة على دعم المجتمعات المحلية للمنطقة بمشاريع ومشروعات تفيد في بناء علاقات تنموية تبادلية مشتركة فلا تنمية اقليمية دون اسقرار ولا سلام دوم حل يفضي لتشكيل دولة فلسطينية تعزز الوصاية الهاشمية على الوصاية المقدسية وتحفظ الاماكن الاسلامية والمسيحية وتصون ارثها وتقوم لحماية الحضارة المسيحية وتحفظ وجودها في منطقة مهد الحضارات الانسانية.
فالعالم مازال يواجه ازمات حقيقية البعض منها عميقة والكثير منها بات متزامن كلما تقادمت الازمة تعمق صدعها وباتت بحاجة لجهود كبيرة ومعادلات معقدة لحلها وهذا ما يجعل ناقوس الخطر يدق من حولنا والازمات ما زالت عالقة دون حلول على عتبات حلول تسويفية تقوم بشراء الوقت وتصف الحال وتتحدث عن المشكلة وتصفها لكن من دون حلول استراتيجية قادرة على تجاوزها حتى اصبح المشهد العام الذي نعيش فيه ما ان يواجه ازمة حتى يدخلنا بازمة اخرى وبقي حال البشرية تعيش حالة من الدوران الذي تبحث فيه عن بوصلة او حتى عنوان يقود لامل الخروج من دوامة المشهد العام.
في حين بقيت الزاوية الفردية تعالج الاشكالات من منظار مصلحة الطرف الاقوي كونه الطرف القادر على تقديم خدمة تسكن الآلم لكنها لا تقدم حل يفضى للعلاج وهذا ما يمكن مشاهده في مسألة حلحلة العقد الاقليمية او القضايا الدولية الامر الذي بات يستدعي وجود شراكات اقليمية ودولية تواجه هذه الاشكالات وتضع حد لهذه التحديات.
وهذا لن يتأتى الا بوجود شراكات اقليمية ودولية تعالج القضايا العالقة المتقادمة وتحلحل عقدة المسائل الجوهرية منها، مثل القضية الفسطينية ومسألة اللجوء السورى وقضايا المخدرات والارهاب وغيرها من القضايا التي اصابت الاردن وجعلت من ميزان حركة التنمية فيه تتحرك في المؤشر الايجابي لكن بطريقة محدودة في ظل تشكيل المناخات الطاردة للاستثمار جراء متلازمة التجاذبات الاقليمية والاسقاطات الدولية التي مازالت تسقط بظلالها على المشهد العام، لهذه الاسباب الموجبة جمعيها وصف جلالة الملك ان ناقوس الخطر يدق من حولنا ولقد آن آوان اليقظة.