التملق الوظيفي وسيلة صعود الموظف الفارغ
د. عماد حمود الشبلي
20-09-2022 06:38 PM
ان ظاهرة التملق الوظيفي او الموظف المتسلق هي احد اخطر الظواهر التي تعصف بالعديد من المنظومات الإدارية في مجتمعاتنا، وهي عبارة عن مقايضة المبادئ والقناعات الخاصة بالموظف بقليل من المميزات وعادة ما يتهم ذلك النوع من الموظفين بأنه محدود القدرات والكفاءة والإنتاجية كما انه لا يتمتع بأية مهارات خاصة سوى مهارة التسلق الوظيفي على اكتاف زملائه.
و كثيرا ما يبدو الموظف المتسلق كما لو كان يختفي وراء قناع الأسلوب المهذب بل واحيانا وراء ستار من الشخصية المرحة مع اقرانه و لكن في المقابل يتهم ذلك الموظف بانه يتحرك سرا وعلانية كي يقدم نفسه بوصفه الخادم المطيع لمديره، وبسبب قلة ثقته بنفسه يرى انه بالمؤامرات استمرار وإبقاء حياته الوظيفية و توطين مكانه في العمل، أي شعورة بأن ليس له قيمة مضافة بالعمل فيرى انه لابد من التملق.
ان تفشي ظاهرة التملق الوظيفي باتت تشكل تحديا مهني كبيرا يجب الحذر منه، لأنها تشكل تربة خصبة كبرى للفساد الإداري، وتفضي هذه الظاهرة الى عدة أمور منها تراجع الأداء الوظيفي وانتشار المحسوبيات وكبت الابداع وهروب الكفاءات، كما تدفع موظفين كثيرين لليأس ومن ثم الى اهمال واجباتهم الوظيفية جراء تفضيل الاعتبارات الشخصية على المصلحة العامة، وأخيرا يؤدي التملق الوظيفي الى تفاقم الأخطاء الإدارية وانهيار معايير التقييم الوظيفي، بالتالي احتمال الفشل الإداري المطبق للمؤسسة، ولا تنتشر هذه الظاهرة الا بوجود مدير يعشق النفاق والتملق و يتأثر بالكلام اي يحب (مسح الجوخ)، وتنتهي بالطبع بوجود مدير محترف يرفض هذه السلوكيات السلبية والمؤذية والضارة ببيئة العمل.
اتفق انه لا بد من الود قليلا والاحترام والمجاملات الحميدة بالتواصل مع زملاء العمل، ولكن هناك فرق شاسع بين ان تكون ودودا واجتماعيا او ان تكون متملقا، فالتملق هو التودد والاسهاب في المجاملات الزائفة والمصطنعة غير الواقعية وبعكس القناعة الكامنة للموظف.
من هنا يجب على أصحاب العمل والمدراء المسؤولين الحد من هذه الظاهرة بعمل منظومة عمل احترافية واخلاقية ومدونة سلوكيات في جميع مؤسسات العمل، وتدريب تعليم الموظفين واكسابهم المعرفة لكي لا يلجأو لمثل هذه السلوكيات لتضمن بقائهم بالعمل.