في غُربتي عَنْكَ، أنا مُنْكسِرٌ مَهزومْ
يَقْذِفُني الخوفُ، إلى الخوفِ..
فَمِنْ فَوْقي سحابةٌ من الأَسى
ومِنْ تحتي سحابةٌ من الهُمومْ
وَمِنْ ورائيَ الدُّجى،
ومن أماميَ الدُّجى،
مخالبٌ تَنْهشُ، أو أجنحةٌ تحوم
فَمنْ كحالي: ظالمٌ.. مَظْلومْ؟!
وحينَ تَخْلو النَّفْسُ مِنْكَ.. تَفْقِدُ السَّكينَةْ
وَتَسْكنُ الأَشباحُ ساحَها،
وتَسْتَبيحُها أَنيابُها اللعينَةْ!
وتَنْظفي الأَعينُ لو غادَرَها نُورُكَ
وهو ليس ينطفي..
فلا حُرِمْتُ مِنْكَ، «يا مُعذّبي، ومُتْلفي»
ولا حُرمْتُ فيكَ من وَجْدي ومن تَلَهُّفي..
والحمد يا الله لَكْ!!
والشُّكْرُ لَكْ!!
يا رَبَّ مَنْ سادَ، وَمَنْ قادَ، وَمنْ مَلَكْ!
أَعْطَيْتَ أَمْ مَنعْتَ.. لا حبيبَ إلاّ أَنْتْ
رَفَعْتَ أم وَضَعْتَ.. لا قريبَ إلاّ أنْتْ
وأنت سيّدي.. فما أَخضعُ، أو أركعُ
إلاّ لَكْ..
وأنت مولايَ، وهذا القلبُ،
إنْ لم تَرْحَمِ اشتياقهُ.. هَلَكْ!!
(الدستور)