غياب كبارنا وسيطرة صغارنا
ناجح الصوالحة
19-09-2022 03:24 PM
تعترض مسيرتك في هذه الحياة أناس تجّبر ان تكون معهم او تتشارك معهم في السير في مفاصل وتعرجات ومتطلبات هذه الحياة، نذهب ونحن ننظر لبعض او نكون خلف بعض او بجوار بعض، يكون شقيق او قريب او زميل عمل او رفيق طريق، بعد أمك ووالدتك تشاهد هؤلاء بعين بصيرة وتعي جيدا ميزة وغاية كل واحد من هؤلاء الأشخاص، ان يكون ودك وقربك لهم ليس بيدك، تأتي درجة القرابة وتفرض سطوتها على قرارك, ثم تأتي اجبار الظروف ان تتأقلم مع زميل العمل مثلاً دون رغبتك او رفيق الطريق او جارك الذي يسعى ان ينال من راحتك او سكونك.
تختلي بنفسك في كثير من الأوقات وتحاول ان تصنف او ترتب مكانة كل شخص وسبب وجوده في حياتك للأن, تضع العقل والحكمة بالمناسبة هي سبب اضافي لزيادة منسوب التعب الداخلي, تترك العقل والحكمة وتستدعي الميل القلبي تجده هو يبحث عن الهدوء الداخلي وان تكون في طمأنينة, الميل القلبي يضعك بجانب أشخاص ووالله عندما تتذكرهم تدمع عينيك في بعض الأحيان, هؤلاء براءة من شوائب هذا الوجود بالنسبة لك, يذهب بك لشخص تكون بوجوده في سعادة لا توصف, للعلم لدى كل شخص بعص المميزين في حياته وانا منهم لدى بعض الأصدقاء ذكرهم ينعش حياتي وسماع صوته يزيدني بهاء ونقاء ومجالستهم تزيل عوائق التعب اليومي.
في السابق كنت تجد في الأمكنة والطرقات أصحاب الوجوه الطيبة والمريحة للنفس, بلباسهم البســـيط واحترامهم لمن يســــير بقربهم واحترامهم لمن خلفهم من عائلة وعشيرة ومدينة, مسن تســــــمع منه كلمة تدخل الفرح في يومك وسيـــــــــدة طاعنة في السن تدعو لك بدعاء يريح داخلك ويمنحك القوة والأتكال , يخيب هذا الوقت بفقدان هؤلاء الطيبين ونادرا ان تجدهم بعدما فقدنا غالبيتهم بانتقالهم الى الرفيق الأعلى او تعاملنا معهم وأهمالهم, موت كبارنا وسيطرة صغارنا على التفاصيل وحضورهم العبثي لإثبات الوجود يجبر من يمتلك المهابة والخبرة والطيبة ان ينسحب ويتركها لهؤلاء, تجدهم في صمت وذهول وحيرة مما يمرون به, وينعزل ينتظر يومه الذي يتمناه.
من أوصلنا لهذا الحال ؟ الذي أصبح من المحال عودتنا لزماننا البهي وناسنا وطيبة أيام كانت تساعدنا على مواجهة فقرنا وعوزنا وقلة موجودات الحياة ونعمها, أين أختبئ كبارنا؟ من أجبرهم على الانكفاء وتذكر الأيام الخوالي؟ عندما ساهمنا بفقدان نخبنا وزعاماتنا وكبارنا واغلقنا الأبواب بوجهمم وفتحها لصبية للسيطرة على مجالسنا وصلنا لهذا الحال المؤلم.