تعهدات أوباما المعلنة لإسرائيل والمخفي أعظم ..
سلامه العكور
04-10-2010 05:19 PM
الرئيس باراك اوباما يتعهد لاسرائيل بتزويدها باحدث الاسلحة المتطورة، وبمنع الجانب الفلسطيني والعربي من تحويل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى مجلس الامن الدولي، ومنع مقاضاة قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين من قبل محكمة الجنايا الدولية جراء عدوانهم على «اسطول الحرية» وجراء تقرير « غولد ستون» مقابل تمديد فترة تجميد الاستيطان شهرين من الزمن (( لاحظوا: فقط شهرين من الزمن!!..
كل هذه الضمانات لاسرائيل والتعهدات لا يقابلها شيء للجانب الفلسطيني..
أهي مسرحية ام سيناريو متفق عليه بين واشنطن وتل ابيب، ام هو عجز، باراك اوباما عن ممارسة اي ضغط على حكومة نتنياهو، ام هو حرص على عدم اغضاب المنظمات الصهيونية ام ماذا؟!!
قام جورج ميتشل نهاية الاسبوع بزيارة اسرائيل وقدم تعهدات باراك اوباما لحكومة نتنياهو - ليبرمان، وباءت محاولته بالفشل.. ثم قام بزيارة رام الله ليمارس الضغوط المعتادة على القيادة الفلسطينية، باعتبارها الطرف الاضعف في معادلة الصراع وفي معادلة التهدئة..
حكومة نتنياهو اليمينية العنصرية بتطرف مكشوف رفضت دعوات ادارة اوباما لوقف الاستيطان او لتجميده ثم رفضت دعوات اللجنة الرباعية بل واستخفت بها ولم تعبأ بها، وها هي لا تستجيب لاغراءات باراك اوباما..فعلى اي قوة اسطورية تسند حكومة نتنياهو ظهرها وعلى ماذاتراهن حاضرا ومستقبلا؟!!
ليس ثمة شك في انها تراهن على الدعم العسكري الامريكي اللا محدود الذي تنتزعه من انياب الادارة الامريكية بدون قيود او شروط وبدون اي مقابل يذكر..هذا اضافة الى الدعم المالي والسياسي وعلى كل صعيد..وواهم جدا من يظن ان الادارات الامريكية المتعاقبة وبخاصة ادارة اوباما تتعامل مع اسرائيل بصورة مختلفة عن تعاملها مع ولاياتها الخمسين..
وهنا نتساءل: لماذا تحتكر الادارة الامريكية دور الوسيط في عملية التسوية السياسية وترفض اي دور لمجلس الامن الدولي الذي هو بالاساس صاحب الولاية في القضايا الدولية العصية على الحلول الاقليمية او المحلية كما ترفض اي دور للدول الاخرى؟ ولماذا تنحاز لاسرائيل وتدعمها بالسلاح والمال وبكل شيء تحتاجه وقت صراعاتها وحروبها في المنطقة؟!!
وبصيغة اخرى للسؤال: لماذا تشهر «الفيتو» في وجه اي مشروع قرار دولي عادل يدين سياسة اسرائيل العدوانية، ويدين سياستها الاستيطانية، ويدين استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية والعربية، او يدعو الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية رقم 242و 338و 194 وغيرها وغيرها؟!!
لماذا تظل الولايات المتحدة الامريكية الضامن الكبير لتفوق اسرائيل العسكري على الدول العربية مجتمعة وتحرص وتجهد في حماية الاسلحة النووية الاسرائيلية واسلحة الدمار الشامل الاخرى من ان يطالها اي مشروع قرار دولي؟!! لقد عرفنا بتعهدات اوباما المعلنة لاسرائيل.. واحسب ان المخفي اعظم..
اما اليوم فنقول للادارة الامريكية: كفى.. فكل سياستها في المنطقة لم تعد تنطلي على شعوبها ابدا..
الراي