ابوهلالة يرثي نسيبه: إلى رحمة الله عمي الحبيب
ياسر ابوهلاله
19-09-2022 12:17 AM
كان يفتخر برقمه العسكري ١٤٠١ ويقول لي عندما ناسبته عام ١٩٩٦ رقمي أقدم من رقم رئيس هيئة الأركان .ومع إنه تقاعد قبل نصف قرن كان يعرف على نفسه عندما يدخل مؤسسة عسكرية أو أمنية " زميلك الرائد المتقاعد محمد عليان حماد" ، رحل عن تسعين عاما ولم تخذله صحته إلا في العام الأخير، وظل يعاني من وحدة مزدوجة بعد رحيل زوجته وأكثرية أصدقائه إن لم أقل كلهم.
بين الحزن والسخرية كان يؤشر على رفاقه في دورة ضباط الكلية العسكرية الملكية الذين خرجهم الملك طلال في العام ١٩٥٢ أذكر يوما قال لي لم يبق منا غير أربعة.
من بين خريجي تلك الدورة سعد صايل قائد قوات الثورة الفلسطينية. رافق جدي والد أمي عبدالكريم الحياصات في الخدمة العسكرية في منطقة النبي موسى في الضفة الغربية ومثل كل العسكريين جال الضفتين، وله فيهما صداقات ورفاق.
ولد في عمان في منطقة رغدان عندما كان والده يخدم في الحرس الملكي وانتقلت بعدها العائلة إلى إربد وليعود إلى عمان بعد الزواج من حماتي حياة بندقجي التي توفيت قبله. وكنت محظوظا بهما ومدين لهما ليس في تربية زوجتي وإنما في تربية ورعاية أولادي أيضا، فقد كان بيت جدهم ملاذا لهم.
كانت حماتي رحمها شخصية فريدة، فهي ثالث أردنية تحصل على رخصة سواقة، وحسب ما ذكرت لي الأولى كانت شقيقة رئيس الوزراء زيد الرفاعي والثانية بنت دحام الفايز وهي الثالثة. وكانت أول مسلمة تدرس القبالة، بعد أن شجعها وزير الصحة آنذاك التوتنجي الذي كان يحب الجلوس مع والدها أنهما كانا من أصول تركية ويحبان الحديث باللغة التركية ، وقال له إن مدرسة القبالة تقتصر على المسيحيات والمسلمات لا يقبلن دراسة هذه المهنة.
يلتحق عمي أبو حسان بزوجته حياة جمعهم الله في مستقر رحمته، تاركا حزنا على فراقه وفخرا به، ودعاء لا ينقطع.